responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 320


على المعروف و الدنيا جميعاً * لدولة آل برمك السلام فلم أر قط قبلك يا ابن يحيى * حساماً فله السيف الحسام وأما و الله لولا خوف واش * وعين للخليفة لا تنام لطفنا حول جذعك و استلمنا * كما للناس بالحجر استلام و قال أيضاً يرثيه و أخاه الفضل .
ألا ان سيفاً برمكياً مهندا * أصيب بسيف هاشمي مهند فقل للمطايا بعد فضل تعطلي * وقل للرزايا كل يوم تجددي وقال آخر :
ولما رأيت السيف صبح جعفرا * ونادى مناد للخليفة في يحيى بكيت على الدنيا وأيقنت إنما * قصارى الفتى فيها مفارقة الدنيا وغير ذلك مما رثوه من الأشعار مما يخرج عن حيز الاختصار إلى حيز الإكثار مع أن ترجمة جعفر ، من أطال الكلام فيها فقد قصر . قال بعض المؤرخين ومن أعجب ما يؤرخ من تقلبات الدنيا بأهلها ما حكى بعضهم قال : دخلت على والدتي في يوم عيد الأضحى وعندها امرأة في ثياب رثة ، فقالت لي والدتي أتعرف هذه ؟ قلت : لا قالت لي : هذه أم جعفر البرمكي ، فأقبلت عليها وتحادثنا زمانا ثم قلت يا أمه ، ما أعجب ما رأيت ؟ فقالت : لقد أتى علي يا بني عيد مثل هذا وعلى رأسي أربع مائة وصيفة ، وإني لأعد ابني عاقاً لي ، ولقد أتى علي يا بني هذا العيد وما منازي إلا جلدا شاتين ، افترش أحدهما وألتحف بالآخر ، قال : فدفعت لها خمس مائة درهم ، وكادت تموت فرحاً بها ، سبحان مقلب الدهور ومدبر الأمور . وفي السنة المذكورة توفي السيد الجليل الولي الخليل الإمام أبو علي المعروف بالفضيل أحد الأعلام الذين يقتدي بهم الأنام ، قال ابن المبارك : ما على ظهر الأرض أفضل من الفضيل بن عياض ، قالوا : و كان قد قدم الكوفة شاباً ، فحمل عن منصور وطبقته ، وقال القاضي شريك الفضيل حجة لأهل زمانه . ويحكى أن الرشيد قال للفضيل يوماً : ما أزهدك ؟ فقال : الفضيل : أنت أزهد مني فقال : و كيف ذلك ؟ فقال لأني أزهد في الدنيا ، وأنت تزهد في الآخرة ، والدنيا فاتنة ، والآخرة باقية ، قلت : و للفضيل مع هارون حكاية عجيبة ذكرتها في غير هذا الكتاب .

320

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 320
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست