responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 322


طابت لأولئك لطابت لي . وفي السنة المذكورة توفي يعقوب بن داود السلمي ، كان كاتب إبراهيم بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، الذي خرج هو وأخوه علي أبي جعفر المنصور بالبصرة ونواحيها ، وقتلا في سنة خمس وأربعين ومائة ، وقصتهما مشهورة ، وقد تقدم ذكرهما هنالك ، وكان قد نشأ يعقوب المذكور في صنوف من العلوم ، ولما ظهر المنصور على إبراهيم بن عبد الله المذكور ، ظفر بيعقوب المذكور فحبسه في المطبق ، وكان يعقوب سمحاً جواداً كثر البر والصدقة واصطناع المعروف مقصوداً ممدوحاً ، مدحه أعيان شعراء عصره ، فلما مات المنصور وقام بالأمر ولده المهدي ، جعل يتقرب إليه حتى أدناه ، واعتمد عليه وعلت منزلته عنده وعظم شأنه حتى خرج كتابه إلى الدواوين : ان أمير المؤمنين قد آخى يعقوب بن داود ، فقال في ذلك سالم بن عمرو :
قل للإمام الذي جاءت خلافته * يهدى إليه بحق يخر مردود نعم القرين على التقوى أعنت به * أخوك في الله يعقوب بن داود فلم يكن ينفذ شيء من الكتب للمهدي حتى يرد كتاب من يعقوب ، إلى أن تكلم فيه الواشون والعذال ، وأكثر فيه الأعداء المقال ، وذكروا خروجه على المنصور مع إبراهيم بن عبد الله ، فوجد المهدي عليه ، فأراد أن يمتحنه في ميله إلى العلوية ، فقال له : هذا البستان ، وأشار إلى بستان فيه صنوف من الأشجار ، وهذه الجارية ، وأشار إلى جارية عنده ، لك وأمرت لك بمائة ألف درهم ، ولي إليك حاجة أحب أن تضمن لي بقضائها . فقال : السمع والطاعة ، فقال : و الله ؟ قال : و الله ثلاث مرات . فقال له : ضع يدك على رأسي واحلف به ، ففعل ذلك ، فلما استوثقه قال له : هذا فلان ابن فلان رجل من العلوية أحب أن تكفيني مؤنته ، وتريحني منه ، يعني نقتله ، فأمره بتحويل الجارية وما في المجلس من الأثاث والمال المذكور ، فاشتد سروره بالجارية ، وجعل فلان العلوي عنده في مجلس ، فقال له العلوي ويحك يا يعقوب ، تلقى الله بدم رجل من ولد فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له يعقوب : خذ هذا المال ، وخذ أي طريق شئت ، فقال : طريق كذا آمن لي ، فقال : امض مصاحباً بالسلامة ، أو كما قال ، فسمعت الجارية الكلام كله ، ووجهت مع بعض خدمها إلى الخليفة تعلمه بذلك ، وقالت : هذا جزاء من آثرته بي على نفسك ، فوجه المهدي في تلك الطريق من لحق العلوي ، فرده إليه ومعه المال ، وجعله في مجلس ، ووجه إلى يعقوب ، فلما حضر قال له : ما فعل الرجل ؟ قال أراح الله منه أمير المؤمنين ، قال : مات ؟ قال : نعم ، فحلفه على ذلك . فحلف وأقسم برأسه ، فقال : يا غلام أخرج إلينا من في

322

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست