responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 319


من ذلك ، قد أمرني أمير المؤمنين كذا وكذا ، فأقبل جعفر يقبل قدمي ياسر قال : دعني أدخل وأوصي ، قال : لا سبيل إليه أوص بما شئت ، فقال : لي عليك حق ولا تقدر على مكافاتي إلا الساعة ، قال : تجدني سريعاً إلا في ما يخالف أمير المؤمنين ، قال : فارجع وأعلمه بقتلي ، فإن ندم كانت حياتي على يدك وإلا أنفذت أمره في ، قال : لا أقدر ، قال : فأسير معك إلى مضربه وأسمع كلامه ومراجعتك ، فإن أصر فعلت ، قال : أما هذا فنعم . ثم إنه صار إلى مضرب الرشيد ، فلما جمع حسه قال له : ما وراءك ؟ فذكر له قول جعفر فيه ، وقال : و الله لئن راجعتني لأقدمنك قبله ، فرجع فقتله وجاء برأسه ، فلما وضعه بين يديه أقبل عليه ملياً ثم قال : يا ياسر جئني فلان وفلان ، فلما أتى بهما قال لهما : اضربا عنق ياسر ، فلا أقدر أن أرى قاتل جعفر ، وقيل الذي هجم عليه مسرور الخادم بإرسال الرشيد له ، وبعد ضرب عنقه صلب على الجسر ببغداد . وحكي أن جعفر آخر أيامهم أراد الركوب ، فدعا بالأصطرلاب ليختار وقتاً و هو في داره على دجله ، فمر رجل في سفينة وهو لا يرى جعفر ولا يدري ما يصنع ، وهو ينشد هذا البيت :
مريد بالنجوم وليس تدري * ورب النجم يفعل ما يريد فضرب بالأصطرلاب الأرض وركب . وحكي أنه رأى على باب قصر علي بن ماهان بخراسان صبيحة الليل التي قتل فيها جعفر كتاباً بقلم جليل فيه هذان البيتان .
إن المساكين بني برمك * صتت عليهم غير الدهر إن لنا في أمرهم عبرة * فليعتبر ساكن ذا القصر ولما بلغ سفيان بن عيينة قتل جعفر وما نزل بالبرامكة ، حول وجهه إلى القبلة ، وقال : اللهم إنه كان قد كفاني مؤنة الدنيا فاكفه مؤنة الآخرة ، فلما قتل جعفر أكثر الشعراء في ورثائه ورثاء آله فقال الرقاشي :
هدى الخالون من شجوي فناموا * وعيني لا يلائمها منام وما سهرت لأني مستهام * إذا سهر المحب المستهام ولكن الحوادث أرقتني * فلي سهر إذا هجع الأنام أصبت بسادة كانوا نجوماً * بهم نسقي إذا انقطع الغمام ولم يزل يقول إلى أن قال :

319

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 319
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست