responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 318


قلت ويروى هذا البيت السنون العواثر ، يروى أنه أنشده عمرو بن مضاض الجرهمي بعد أن أخرج قومه من مكة ، ونزلوا بلاد اليمن . قال : فانتبهت فزعاً وقصصتها على أحد خواصي ، فقال : أضغاث أحلام ، وليس كل ما يراه الإنسان يجب أن يفسر فعاودت مضجعي فلم تمتلي عيناي غمضاً حتى سمعت صيحة الرابطة والشرط وقعقعة نجم البريد ودق باب الغرفة ، فأمرت بفتحها فصعد سلام الأبرش الخادم ، وكان الرشيد يوجهه في المهمات ، فانزعجت وأرعدت مفاصلي ، وظننت أنه أمرني بأمر ، فجلس إلى جانبي وأعطاني كتابا ، فقرأته وإذا فيه : هذا كتابنا بخطنا مختوم ، بالخاتم الذي في يدنا ، وموصله سلام الأبرش ، فإذا قرأته فقبل أن تضعه من يدك امض إلى دار يحيى بن خالد لاحاطه الله ، وسلام الأبرش معك حتى تقبض عليه ، وتوقره حديداً ، وتحمله إلى الحبس في مدينة المنصور المعروف بحبس الزنادقة ، وتتقدم إلى بآدام بن عبد الله ، وتأمره أو كما قال بالمسير إلى الفضل ابنه ، مع ركوبك إلى دار يحيى ، وقبل انتشار الخبر تفعل به مثل ما تقدم إليك في يحيى ، وأن تحمله أيضا إلى حبس الزنادقة ، ثم ابعث بعد فراغك من أمر هذين أصحابك في القبض على يحيى وأولاده وإخوته وقراباته ، وذكر أشياء أخرى يطول ذكرها اقتضى الاقتصار حذفها . قال الراوي : ثم دعا السندي بن شاهك فأمره بالمضي إلى بغداد والتنكيل بالبرامكة وكتاباتهم وقراباتهم ، وأن يكون ذلك سراً ، ففعل السندي ، ذلك ، وكان الرشيد بالأنبار بموضع يقال له العمر بضم العين المهملة ومعه جعفر بمنزله ، وقد دعا أبا زكار بالزاي قبل الكاف والراء في آخره وجواريه ، ونصب الستائر وأبو زكار يغنيه .
ما يريد الناس منا * ما ينام الناس عنا إنما همهم أن * يظهروا ما قد دفنا ودعا الرشيد ياسراً غلامه ، وقال له : لقد انتخبتك لأمر ، ولم أر له محمداً ولا عبد الله ولا القاسم ، فحقق ظني ، واحذر أن تخالف فتهلك ، فقال : لو أمرتني بقتل نفسي لفعلت ، فقال : اذهب إلى جعفر بن يحيى ، وجئني برأسه الساعة ، فوجم لا يجيب جواباً ، فقال مالك : و يلك ، قال : الأمر عظيم ، وددت أني مت قبل وقتي هذا ، فقال : امض لأمري ، فمضى حتى دخل على جعفر ، وأبو زكار يغنيه :
فلا تبعد فكل فتى سيأتي * عليه الموت يطرق أو يغادي وكل ذخيرة لا بد يوماً * وأن بقيت يصير إلى نفاد ولو فديت من حديث الليالي * فديتك بالطريف وبالتلاد فقال ! له : يا ياسر ، سررتني بإقبالك ، وسوأتني بدخولك من غير إذن ، قال : الأمر أكبر

318

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 318
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست