responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 317


يحيا له قال : بحياتي ، فوجم وأحجم وقال لا وحياتك أطلقته حيث علمت أن لا سوء عنده ، قال نعم الفعل وما عددت ما في نفسي ، فلما نهض جعفر اتبعه بصره ، قال قتلني الله إن لم أقتلك ، وقيل : ما كان من البرامكة جناية توجب غضب الرشيد ، ولكن طالت أيامهم وكل طويل مملول ، ولقد استطال الناس الذي هم خير الناس أيام عمر بن الخطاب وما رأوا مثلها عدلاً وأماناً وسعة أموال وفتوح ، وأيام عثمان فقتلوهما ، ورأى الرشيد مع ذلك أنس النعمة بهم ، وكثرة حمد الناس لهم ، وآمالهم فيهم ، ونظرهم إليهم دونه ، أو كما قيل وللملوك تنافس بأقل من هذا ، فتعنت عليهم ، وتجنى ، وطلب مساويهم ، ووقع منهم بعض الإزلال خصوصاً جعفر والفضل دون يحيى فإنه أحكم خبرة وأكثر ممارسة للأمور ، ولازبهم قوم من أعدائهم بالرشيد كالفضل بن الربيع وغيره فستروا منهم المحاسن وأظهروا القبائح حتى كان ما كان ، وكان الرشيد بعد ذلك إذا ذكروا عنده بسوء أنشد ما معناه وغالب ألفاظه هذا :
أقول ملا ما لا أبا لأبيكم * عن القوم أو سدوا المكان الذي سدوا وقيل السبب أنه رفعت إلى الرشيد قصة لم يعرف رافعها ، وفيها هذه الأبيات :
قل لأمين الله في أرضه * ومن إليه الحل والعقد هذا ابن يحيى قد غدا ملكاً * مثلك ، وما بينكما حسد أمرك مردود إلى أمره * وأمره ليس له رد وقد بنى الدار التي ما بنى * الفرس لها مثلا ولا الهند الدر والياقوت حصباؤها * وتربها العنبر والند ونحن نخشى أنه وارث * ملكك إن غيبك اللحد ولن يباهي العبد أربابه * إلا إذا ما بطر العبد فوقف الرشيد عليها ، وأضمر له السوء . وحكى بعضهم أن علية بنت المهدي قالت للرشيد بعد ايقاعه بالبرامكة : يا سيدي ما رأيت لك يوماً سروراً تاماً منذ قتلت جعفراً ، فلأي شيء قتلته ؟ فقال لها : لو علمت أن قميصي يعلم السبب في ذلك لمزقته . وقال السندي بن شاهك : كنت ليلة نائماً في غرفة الشرطة في الجانب الغربي ، فرأيت في منامي جعفر بن يحيى واقفاً بإزائي ، وعليه ثوب مصبوغ بالعصفر وهو ينشد :
كأن لم يكن بين الحجون إلى الصفا * أنيس ولم يسمر بمكة سامر بلى نحن كنا أهلها وأبا دنا * صروف الليالي واللحود العواثر

317

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 317
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست