responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 316


بالوعد المرة بعد المرة حتى علمت أنه قد اشتاق إليها ، فأرسلت إلى العباسة أن تهيئ الليلة ففعلت ، وأدخلت على جعفر ، وكان لا يثبت صورتها لأنه كان عند الرشيد لا يرفع طرفه إليها مخافة ، فلما قضى منها وطره قالت له : كيف رأيت خديعة بنات الملوك ؟ فقال : وأي بنت ملك أنت ؟ فقالت : أنا مولاتك العباسة ، فطاش عقله ، وأتى إلى أمه ، فقال لها : بعتني والله رخيصاً ، وحملت العباسة منه ، وجاءت بولد ، فوكلت به غلاماً ما اسمه رياش ، وحاضنة يقال لها مرة ، ولما خافت ظهور الأمر بعثتهم إلى مكة ، وكان أبو جعفر يحيى بن خالد ناظراً على قصر الرشيد وحرمه ، ويغلق أبواب القصر وينصرف بالمفاتيح معه حتى ضيق على حرم الرشيد ، فشكته زبيدة إلى الرشيد ، وكان الرشيد يدعوه أبا فقال له : يا أبة الزبيدة تشكوك ، فقال : أمتهوم أنا في حرمك يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا . قال : فلا تقبل قولها علي ، وازداد يحيى عليها غلظة وتشديداً ، فقالت زبيدة للرشيد مرة أخرى في شكوى يحيى ، فقال الرشيد لها : يحيى عندي غير متهم في حرمي ، فقالت لم لم يحفظ ابنه مما ارتكبه ؟ قال : و ما هو ؟ فخبرته بخبر العباسة ، فقال : و هل على هذا دليل ؟ قالت : و أي دليل أدل من الولد ؟ قال : و أين هو ؟ قالت : كان هنا نقلاً ، فلما خافت ظهوره وجهته إلى مكة ، قال : فهل علم بذلك سواك ؟ فقالت : ليس بالقصر جارية إلا وقد علمت به ، فسكت عنها وأظهر إرادة الحج ، فخرج ومعه جعفر ، فكتبت العباسة إلى الخادم والداية بالخروج بالصبي إلى اليمن ، فوصل الرشيد مكة ، فوكل من يثق به بالبحث عن أمر الصبي فوجده صحيحاً ، فأضمر السوء للبرامكة ، ذكر ذلك ابن بدرون في شرح قصيدة ابن عبدون التي رثى بها بني الأفطس التي أولها : أهل التاريخ في سبب تغير الرشيد عليهم ، فمنهم من ذهب إلى أن الرشيد لما زوج أخته من جعفر على الشرط المذكور ، بقي مدة على تلك الحالة ، ثم اتفق أن أحبت العباسة جعفراً ، وأرادت أن تجتمع به ، فأبى وخاف ، فلما أعيتها الحيلة عدلت إلى الخديعة ، فبعثت إلى عنابة أم جعفر أن أرسلني إلى جعفر كأني جارية من جواريك اللاتي ترسلين إليه ، وكانت أمه ترسل إليه كل يوم جمعة جارية بكراً ، فأبت عليها أم جعفر ، فقالت : لئن لم تفعلي لأذكرن لأخي أنك خاطبتني بكيت وكيت ، ولئن اشتملت من ابنك على ولد ليكون لكم الشرف ، وما عسى أن يفعل أخي إن علم أمرنا ، فأجابتها أم جعفر وجعلت تعد ابنها أن ستهدي إليه جارية عندها حسناء من هيئتها ومن صفتها ، وهو يطالبها بالوعد المرة بعد المرة حتى علمت أنه قد اشتاق إليها ، فأرسلت إلى العباسة أن تهيئ الليلة ففعلت ، وأدخلت على جعفر ، وكان لا يثبت صورتها لأنه كان عند الرشيد لا يرفع طرفه إليها مخافة ، فلما قضى منها وطره قالت له : كيف رأيت خديعة بنات الملوك ؟ فقال : وأي بنت ملك أنت ؟ فقالت : أنا مولاتك العباسة ، فطاش عقله ، وأتى إلى أمه ، فقال لها : بعتني والله رخيصاً ، وحملت العباسة منه ، وجاءت بولد ، فوكلت به غلاماً ما اسمه رياش ، وحاضنة يقال لها مرة ، ولما خافت ظهور الأمر بعثتهم إلى مكة ، وكان أبو جعفر يحيى بن خالد ناظراً على قصر الرشيد وحرمه ، ويغلق أبواب القصر وينصرف بالمفاتيح معه حتى ضيق على حرم الرشيد ، فشكته زبيدة إلى الرشيد ، وكان الرشيد يدعوه أبا فقال له : يا أبة الزبيدة تشكوك ، فقال : أمتهوم أنا في حرمك يا أمير المؤمنين ؟ قال : لا . قال : فلا تقبل قولها علي ، وازداد يحيى عليها غلظة وتشديداً ، فقالت زبيدة للرشيد مرة أخرى في شكوى يحيى ، فقال الرشيد لها : يحيى عندي غير متهم في حرمي ، فقالت لم لم يحفظ ابنه مما ارتكبه ؟ قال : و ما هو ؟ فخبرته بخبر العباسة ، فقال : و هل على هذا دليل ؟ قالت : و أي دليل أدل من الولد ؟ قال : و أين هو ؟ قالت : كان هنا نقلاً ، فلما خافت ظهوره وجهته إلى مكة ، قال : فهل علم بذلك سواك ؟ فقالت : ليس بالقصر جارية إلا وقد علمت به ، فسكت عنها وأظهر إرادة الحج ، فخرج ومعه جعفر ، فكتبت العباسة إلى الخادم والداية بالخروج بالصبي إلى اليمن ، فوصل الرشيد مكة ، فوكل من يثق به بالبحث عن أمر الصبي فوجده صحيحاً ، فأضمر السوء للبرامكة ، ذكر ذلك ابن بدرون في شرح قصيدة ابن عبدون التي رثى بها بني الأفطس التي أولها :
الدهر يفجع بعد العين بالأثر * فما البكاء على الأشباح والصور ولأبي نواس أبيات تدل على طرف من الواقعة التي ذكرها ابن بدرون .
ألا قل لأمين الله * وابن القارة الساسه إذا ما ناكث سرك * أن يفقده رأسه فلا تقتله بالسيف * وزوجه بعباسه وذكره غيره : أن الرشيد سلم إلى جعفر يحيى بن عبد الله بن الحسن ، وكان قد خرج على خلفاء بني العباس ، وأمره بحبسه عنده ، فقال يحيى لجعفر : اتق الله في أمري ، ولا تتعرض أن يكون خصمك جدي محمد صلى الله عليه وآله وسلم . فرق له جعفر وقال : اذهب حيث شئت من البلاد ، فقال أخاف أن أوخذ فأرد ، فبعث معه من أوصله إلى مأمنه ، وبلغ الخبر الرشيد فدعا به ، وقال : يا جعفر ما فعل يحيى ؟ قال :

316

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 316
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست