responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 307


أبو جعفر المنصور مصر في سنة ثلاث وأربعين ومائة ، ثم زار أبو جعفر المذكور بيت المقدس في سنة أربع وخمسين ومائة ، ومن هناك سير يزيد بن حاتم المذكور إلى إفريقية لحرب الخوارج الذين قتلوا عامله عمر بن حفص ، وجهز معه خمسين ألف مقاتل ، واستقر يزيد المذكور والياً بإفريقية من يومئذ ، وكان جواداً سرياً مقصوداً ممدوحاً ، وقصده جماعة من الشعراء فأحسن جوائزهم ، وهو الذي قال فيه أبو أسامة ربيعة بن ثابت الأزدي الرقي وفي يزيد بن أسيد بضم الهمزة السلمي وكان والياً على أرمينية من جهة أبي جعفر المنصور ، وكان يزيد المذكور من أشراف الناس وشجعانهم ، ومن ذوي الآراء الصائبة ، فمدحه أبو أسامة المذكور بشعر أجاد فيه ، وقصر هو في جائزته ، فقال فيهما هذه الأبيات ، وقد ذكرتها في غير هذا الموضع .
لشتان ما بين اليزيدين في الندى * يزيد سليم والأغر بن حاتم يزيد سليم سالم المال والغنى * أخو الأزد للأموال غير مسالم فهم الفتى الأزدي إتلاف ماله * وهم الفتى القيسي جمع الدراهم قيل لبعض الشعراء : من أشعركم ؟ فقال : أيسرنا بيتاً . قال : من هو ؟ قال : الذي يقول :
لشتان ما بين اليزيدين في الندى * يزيد سليم والأغر بن حاتم ولما عقد أبو جعفر ليزيد المهلبي المذكور على بلاد إفريقية ، وليزيد المذكور على ديار مصر ، خرجا معاً ، فكان يزيد المهلبي يقوم بكفاية الجيش ، فقال ربيعة الرقي : و قدم أشعب المشهور بالطمع على يزيد وهو بمصر ، فجلس في مجلسه ، فدعا يزيد بغلامه فساره بشيء ، فقام أشعب ، فقبل يده ، فقال له يزيد : لم فعلت هذا ؟ فقال : إني رأيتك تسار غلامك ، فظننت أنك قد أمرت لي بشيء ، فضحك منه وقال : ما فعلت ، ولكني أفعل ، ووصله وأحسن إليه . قلت ومما يحكى من طمع أشعب المذكور أنه رأى في المنام كأن له كباشاً ، وكأن إنساناً ساومه فيها ، وقال له : بكم تبيع كل واحد منها ؟ فقال : بكذا وكذا ، وذكر قيمة كثيرة ، فقال له : بل بدرهمين . فقال : لا ثم استيقظ ولم يجد الكباش ولا الدراهم ، فتغمض عينيه وتناوم ، ومد يده وقال هات ، يعني الدراهم في كل واحد . ومما يحكى أيضاً عن أشعب أنه كان يدخل وقت الفطور في شهر رمضان مع جماعة يفطرون عند بعض القضاة ، وكان القاضي يضع كل ليلة فوق الطعام كبشاً مشوياً ، وكان الجماعة يأكلون من حواليه ولا يجتري أحد منهم يمد يده إلى الشواء إلى أن كان بعض

307

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 307
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست