responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 299


فلبست ثياباً جدداً ، وتطيبت بما أمكن من الطيب ، ثم خرجنا فمضينا حتى أتينا دار أمير المؤمنين هارون الرشيد ، فإذا هو واقف ، فقال الرسول : قد جئت به ، فقلت للمسرور : يا أبا هاشم ، أفتدري لم طلبني أمير المؤمنين ؟ قال : لا . قلت : فمن عنده ؟ قال : عيسى بن جعفر ، قلت : و من ؟ قال : ما عندهما ثالث ، ثم قال لي مر فإذا صرت في الصحن فإنه في الرواق ، وهو جالس ، فحرك رجلك ، فإنه سيسألك ، فقل : أنا فلان . قال أبو يوسف : فجئت ففعلت ذلك ، فقال : من هذا ؟ فقلت يعقوب ، قال : ادخل ، فدخلت ، وهو جالس وعن يمينه عيسى بن جعفر ، فسلمت عليه فرد علي السلام ، قال : أظننت روعناك فقلت أي والله ، كذلك من خلفي ، فقال : اجلس فجلست حتى سكن روعي ، ثم التفت إلي وقال : أتدري يا يعقوب لم دعوتك ؟ قلت : لا ، قال دعوتك لأشهدك على هذا أن عنده جارية سألته أن يهبها إلي فامتنع ، وسألته أن يبيعها فأبى ، ووالله لئن لم يفعل لأقتلنه ، قال أبو يوسف : فالتفت إلى عيسى ، فقلت : و ما بلغ الله جارية تمنعها أمير المؤمنين ، وتنزل نفسك هذه المنزلة ، قال : فقال : لي : عجلت علي في القول قبل أن تعرف ما عندي ، قلت : و ما في هذا من الجواب ؟ قال : ان علي يميناً بالطلاق والعتاق وصدقة ما أملك أن لا أبيع هذه الجارية ولا أهبها ، فالتفت إلي الرشيد ، فقال : هل له من ذلك من مخرج ؟ قلت : نعم قال : و ما هو ؟ قلت : يهب لك نصفها ويبيعك نصفها ، فيكون لم يهب ولم يبع ، قال عيسى ويجوز ذلك ؟ قلت : نعم . قال : فأشهدك أني قد وهبت له نصفها وبعته نصفها الباقي بمائة ألف دينار ، ثم قال : الجارية ، فأتي بالجارية وبالمال ، فقال : خذها يا أمير المؤمنين بارك الله لك فيها . فقال الرشيد : يا يعقوب بقيت واحدة ، قلت : و ما هي ؟ قال : هي مملوكة ولا بد أن تستبرأ ، ووالله لئن لم أبت معها ليلتي هذه إني لأظن أن نفسي ستخرج ، فقلت يا أمير المؤمنين ، تعتقها وتزوجها فإن الحرة لا تستبرأ ، فقال : إني قد أعتقتها فمن يزوجنيها ؟ ا فقلت : أنا فدعي بمسرور وحسين ، فخطبت وحمدت الله تعالى ثم زوجته إياها على عشرين ألف دينار ، ودعا بالمال فدفعه إليها ، ثم قال لي يا يعقوب انصرف ورفع رأسه إلى مسرور ، فقال يا مسرور ، قال : لبيك ، فقال : احمل إلى يعقوب مائتي ألف درهم وكذا وكذا من الثياب ، فحمل ذلك معي ، قال بشر بن الوليد : فالتفت إلي أبي يوسف وقال ، هل رأيت بأسا فيما فعلت ؟ فقلت : لا . قال خذ حقك منها ، قلت : و ما حقي ؟ قال : العشر ، قال بشر : فشكرته ودعوت له وذهبت لأقوم ، فإذا بعجوز قد دخلت فقالت : يا أبا يوسف إن بنتك تقرئك السلام وتقول لك : و الله ما وصل إلي في ليلتي هذه من أمير المؤمنين إلا المهر الذي قد عرفته ، وقد حملت إليك النصف منه وخلفت الباقي لما احتاج إليه . فقال : رديه ووالله لا أقبلها أخرجتها من الرق وزوجتها أمير المؤمنين وترضى لي بهذا ؟ قال بشر فلم نزل نتلطف

299

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 299
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست