responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 298


قال هو أول من نشر علم أبي حنيفة في أقطار الأرض ، وقال أبو يوسف : سألني الأعمش عن مسألة فأجبته فيها ، فقال لي : من أين لك هذا ؟ فقلت : من حديثك الذي حدثتنا به أنت ، ثم ذكر له الحديث ، فقال لي : يا يعقوب إني لأحفظ من هذا الحديث قبل أن يجتمع أبواك ، وما عرفت تأويله إلا الآن . وذكر بعضهم أنه كان يحفظ التفسير والمغازي وأيام العرب ، وكان أول علومه الفقه ، ولم يكن في أصحاب أبي حنيفة مثل أبي يوسف ، رحمه الله . وقال حماد بن أبي حنيفة : رأيت أبا حنيفة يوماً ، وعن يمينه أبو يوسف ، وعن يساره زفر ، وهما يتجادلان في مسألة ، فلا يقول أبو يوسف قولاً إلا أفسده زفر ، ولا يقول زفر شيئاً إلا أفسده أبو يوسف ، إلى وقت الظهر . فلما أذن المؤذن رفع أبو حنيفة يده ، فضرب بها فخذ زفر ، وقال : لا تطمع في رئاسة ببلدة فيها أبو يوسف ، وقضى لأبي يوسف على زفر . وقيل كان يجلس إلى أبي يوسف رجل يطيل الصمت ، فقال أبو يوسف ألا تتكلم ؟ فقال بلى ، متى يفطر الصائم ؟ قال : إذا غابت الشمس ، فقال : فإن لم تغب إلى نصف الليل ؟ فضحك أبو يوسف ، وقال أصبت في صمتك ، وأخطأت أنا في استدعاء نطقك ، ثم تمثل و أنشد :
عجبت لإرزاء الغبي بنفسه * وصمت الذي قد كان بالقول أعلما وفي الصمت ستر للغبي وإنما * صحيفة لب الأمر أن يتكلما ومن كلام أبي يوسف : صحبة من لا يخشى العار عار يوم القيامة . وقيل كان يقول أبو يوسف : العلم شيء لا يعطيك بعضه حتى تعطيه كلك ، وأنت إذا أعطيته كلك كنت من أعطاه البعض على غرر . وقال بشر بن الوليد الكندي : قال لي القاضي أبو يوسف بينما أنا البارحة قد أويت إلى فراشي ، وإذا داق يدق الباب دقاً شديداً ، فأخذت علي إزاري وخرجت فإذا رسول الرشيد . فقال أجب أمير المؤمنين ، فقلت : يا فلان هذا وقت كما ترى ، ولست آمن أن يكون أمير المؤمنين قد دعاني لأمر من الأمور ، فإن أمكنك أن تدفع ذلك إلى غد ، فلعله يحدث له رأي ، فقال ما إلى ذلك سبيل قلت : كيف كان السبب ؟ قال : خرج إلي مسرور الخادم ، فأمرني أن آتي بك أمير المؤمنين ، فقلت : تأذن لي أن أصب علي ماء ؟ وأتحفظ ، فإن كان لأمر من الأمور كنت قد أحكمت شأني ، لهان رزق الله العافية فلن يضرني ، فأذن ، فدخلت

298

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 298
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست