به أنا وعمومتي حتى قبلها ، وأمر لي منها بألف دينار ، وقال أبو عبد الله اليوسفي بأن أم جعفر زبيدة ابنة جعفر زوجة الرشيد كتبت إلى أبي يوسف ما ترى في كذا ؟ وأحبا الأشياء إلى أن يكون الحق فيه كذا فأفناها بما أحبت ، فبعثت بجفن فضة فيه حقان مطبقان في كل واحد لون من الطيب ، وفي جام دراهم وسطها جام فيه دنانير ، فقال له جليس له : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " أهديت له هدية فجلساؤه شركاؤه فيها " فقال أبو يوسف ذ لك حين كانت الهدايا بالتمر واللبن . وقال يحيى بن معين كنت عند أبي يوسف القاضي ، وعنده جماعة من أصحاب الحديث ، وغيرهم ، فوافته هدية أم جعفر احتوت على تخوت ديبقي ومصمت وشرب وطيب وثماثيل ند وغير ذلك ، فذاكرني رجل بحديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " من أتته هدية وعنده قوم جلوس فهم شركاؤه فيها " . فسمعه أبو يوسف ، فقال لي : أتعرف ذلك إنما قاله النبي صلى الله عليه وآله وسلم والهدايا يومئذ الإقط والتمر والزبيب ولم يكن الهدايا ما ترون ، يا غلام أمثل إلى الخزائن . وذكر بعضهم أن قاضي المبارك بلدة بين بغداد وواسط على شاطىء دجلة بلغه خروج الرشيد إلى البصرة ، ومعه أبو يوسف القاضي في الحرافة فقال عبد الرحمن القاضي لأهل المبارك : اثبتوا علي عند أمير المؤمنين وعند القاضي أبي يوسف ، فأبوا عليه ذلك ، فلبس ثيابه : و قلنسوة طويلة وطيلساناً أسود وجاء إلى الشريعة ، فلما أقبلت الحرافة رفع صوته وقال : يا أمير المؤمنين ، نعم القاضي قاضينا ، قاضي صدق ، ثم مضى إلى شريعة أخرى ، فقال مثل مقالته الأول فالتفت الرشيد إلى أبي يوسف وقال : يا يعقوب ، هذا شر قاض في الأرض في موضع ص لا يثني عليه إلا رجل واحد ، فقال له أبو يوسف : و أعجب من هذا يا أمير المؤمنين هو القاضي يثني على نفسه ، قال : فضحك هارون وقال هذا أظرف الناس ، هذا لا يعزل أبداً وكان الرشيد إذا ذكره يقول : هذا لا يعزل أبداً . وقال محمد بن سماعة سمعت أبا يوسف في اليوم الذي مات فيه يقول : اللهم إنك تعلم أني لم أؤخر في حكم حكمت فيه بين اثنين ، من عبادك تعمداً ، ولقد اجتهدت في الحكم بما وافق كتابك وسنة نبيك صلى الله عليه وآله وسلم ، وكل ما أشكل علي جعلت أبا حنيفة بيني وبينك ، وكان عندي والله من يعرف أمرك ، لا يخرج عن الحق وهو يعلمه . قال ابن خلكان : و أكثر العلماء على تفضيله وتعظيمه ، قال : ، وقد نقل الخطيب البغدادي في تاريخه ألفاظاً عن عبد الله بن المبارك ووكيع بن الجراح ويزيد بن هارون