وروي أن علي بن عبد الله دخل على هشام بن عبد الملك ومعه ابنا ابنه الخليفتان السفاح والمنصور ، فأوسع له على سريره ، وسأله عن حاجته ، فقال : ثلاثون ألف درهم علي دين ، فأمر بقضائها . قال ويستوصي بابني هذين خيراً ، ففعل فشكره ، وقال وصلتك رحم فلما ولي قال هشام لأصحابه إن هذا الشيخ قد اختل وخلط فصار يقول إن هذا الأمر سينقل إلى ولده ، فسمعه علي وقال : و الله ليكونن ذلك وليملكن هذان وكان عظيم المحل عند أهل الحجاز ، حتى روي أنه كان إذا قدم مكة حاجاً أو معتمراً عطلت قريش مجالسها في المسجد الحرام ، وهجرت مواضع حلقها ، ولزمت مجلسه إعظاماً وإجلالاً وتبجيلاً ، فإن قعد قعدوا وإن نهض نهضوا وإن مشى مشوا جميعاً حوله حتى يخرج من الحرم ، وكان طويلاً جسيماً ذا لحية طويلة وقدم عظيم جداً لا يوجد له نعل ولا خف حتى يستعمله مفرطاً في طوله ، إذا طاف كأنما الناس حوله مشاة وهو راكب ، وكان مع هذا الطول إلى منكب أبيه عبد الله ، وكان عبد الله إلى منكب أبيه العباس ، وكان العباس إلى منكب أبيه عبد المطلب ذكر هذا كله المبرد . وذكر أيضاً أن العباس كان عظيم الصوت ، جاءته مرة غارة وقت الصبح ، فصاح بأعلى صوته . واصباحاه فلم تسمعه حامل في الحي إلا وضعت . وذكر الحازمي ما تقدم وأن العباس كان يقف على سلع وهو جبل عند المدينة فينادي غلمانه وهم بالغابة فيسمعهم ، وذلك من آخر الليل وبين الغابة وسلع ثمانية أميال . وفيها توفي علي بن عبد الله رحمه الله ابن ثمانين سنة ، وكانت ولادته ليلة الجمعة سابع عشر رمضان سنة أربعين ، وقيل غير ذلك . وذكر الطبري في تاريخه أن الوليد بن عبد الملك أخرج علي بن عبد الله من دمشق ، وأسكنه الحميمة ولم يزل ولده بها إلى أن زالت دولة بني أمية ، وولد له بها نيف وعشرون ولداً ذكراً . وفيها توفي أبو جعفر الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، أحد الأئمة الاثني عشر في اعتقاد الإمامية ، وهو والد جعفر الصادق ، لقب بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه وتوسع فيه ، ومنه سمي الأسد باقر البقرة بطن فريسة وفيه يقول الشاعر : بعين ، وقيل غير ذلك . وذكر الطبري في تاريخه أن الوليد بن عبد الملك أخرج علي بن عبد الله من دمشق ، وأسكنه الحميمة ولم يزل ولده بها إلى أن زالت دولة بني أمية ، وولد له بها نيف وعشرون ولداً ذكراً . وفيها توفي أبو جعفر الباقر محمد بن زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضوان الله عليهم ، أحد الأئمة الاثني عشر في اعتقاد الإمامية ، وهو والد جعفر الصادق ، لقب بالباقر لأنه بقر العلم أي شقه وتوسع فيه ، ومنه سمي الأسد باقر البقرة بطن فريسة وفيه يقول الشاعر :