وروي أنه لما ولد أتى ، علي بن أبي طالب إلى أبيه رضي الله عنهما فهنأه وقال شكرت الواهب وبورك لك في الموهوب ما سميته ؟ قال : أو يجوز لي أن أسميه حتى تسميه ؟ فأمر به وأخرج إليه فحنكه ودعا له ، ثم رده إليه ، وقال خذ إليك أبا الأملاك ، ويروى أبا الخلائف ، قد سميته علياً ، وكنيته أبا الحسن ، فلما كان زمن ولاية معاوية قال : ليس لكم اسمه وكنيته ، وقد كنيته أبا محمد فجرى عليه ، هكذا قال المبرد في الكامل . وقال الحافظ أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء لما قدم على عبد الملك بن مروان قال له : غير اسمك وكنيتك فلا صبر لي عليهما ، فقال أما الاسم فلا وأما الكنية فأكنى بأبي محمد ، فغير كنيته انتهى . قيل وإنما قال عبد الملك هذه المقالة لبغضه في علي بن أبي طالب رضي الله عنه . إذ اسمه وكنيته كذلك . وذكر الطبري في تاريخه أنه دخل على عبد الملك بن مروان فأكرمه وأجلسه على سريره ، وسأله عن كنيته فأخبره ، فقال لا يجمع في عسكري هذا الاسم وهذه الكنية لأحد ، وسأله هل له من ولد فأخبره بولده محمد ، وكناه أبا محمد . وقال الواقدي ولد أبو محمد يعني علي بن عبد الله المذكور في الليلة التي قتل فيها علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والله أعلم بالصواب . قلت هذا يناقض ما تقدم من أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه حنكه ودعا له ، ولا يصح أن يقال فعل ذلك ، ثم قتل من ليلته ، إذ ورد أنه حنكه بعد صلاة الظهر . وقال المبرد : ضرب علي المذكور بالسياط مرتين كلتاهما ضربه الوليد بن عبد الملك . إحداهما في تزويجه لبابة بنت عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وكانت عند عبد الملك ، فعض تفاحة ثم رمى بها إليها وكان أبخر ، فدعت بسكين فقال : ما تصنعين بها ؟ فقالت أميط عنها الأذى ، فطلقها ، وتزوجها علي بن عبد الله المذكور ، فضربه الوليد ، وقال : انما يتزوج بأمهات الخلفاء ليضع منهم ، ان مروان بن الحكم إنما تزوج بأم خالد بن يزيد بن معاوية ليضع منه ، فقال علي بن عبد الله : انما أرادت الخروج من هذا البلد وأنا ابن عمها فتزوجتها لأكون لها محرماً . وأما ضربه إياه في المرة الثانية : فقد حدث محمد بن شجاع بإسناد متصل . قال : رأيت علي بن عبد الله مضروباً بالسوط ، يدار به على بعير ، ووجهه مما يلي ذنب البعير ، وصائح يصيح هذا علي بن عبد الله الكذاب ، فأتيته . وقلت : ما هذا الذي نسبوا إليك من الكذب ؟ قال : بلغهم أني قلت إن هذا الأمر سيكون في ولدي ، والله ليكونن فيهم حتى يملكهم عبيدهم الصغار العيون العراض الوجوه ، واختلفوا في الذي تولى ضرب علي ، وذكر بعضهم أنه مات مقتولاً .