responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 183


إلا يومئذ ، لأنهم تبعوا الجنازة حتى لم يبق من يصلي في المسجد ، قلت وله مع الحجاج وقعات عظيمة واجهه فيها بكلام صادع ، وسلمه الله من شره ، ومما روي من تفحيم الحجاج أنه جاء ذات يوم راكباً على برذون أصفر ، فأم الجامع ، فلما دخله رأى فيه حلقات متعددة فأم حلقة الحسن ، فلم يقم له بل وسع في المجلس ، فجلس إلى جنبه . قال الراوي : فقلنا : اليوم ننظر إلى الحسن ، هل يتغير من عادته في كلامه وهيئته ؟ فلم يغير شيئاً من ذلك بل أخذ على نسق وأخذ عادته من غير زيادة ولانقص . فلما كان في آخر المجلس قال الحجاج : صدق الشيخ عليكم بهذه المجلس ، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا " . ولولا ما ابتلينا من هذا الأمر لم تغلبونا عليها ، أو قال لم تسبقونا إليها ، ثم افتر عن لفظ أعجب به الحاضرون ، ثم نهض فمشى طريقه . وذكر أهل علم التعبير أن الحسن رأى كأنه لابس صوف وفي وسطه كستيج بضم الكاف وسكون السين المهملة وكسر المثناة من فوق وسكون المثناة من تحت وفي آخره جيم ، وفي رجله قيد وعليه طيلسان عسلي ، وهو قائم على مزبلة وفي يده طنبورة يضربه ، وهو مستند إلى الكعبة ، فقصت رؤياه على ابن سيرين ، فقال : أما لبسه الصوف فزهده ، وأما كستيجه فقوته في دين الله ، وأما عسيلته فحبه للقرآن وتفسيره للناس ، وأما قيده فثباته في ورعه ، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعله تحت قدميه ، أما ضرب طنبوره فنشره حكمته بين الناس ، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله تعالى . وأرى أيضاً في المنام كأنه عريان جرد لا يستحي من الناس ، وبيده سيف له بريق يضربه على أحجار وهو يشقها ، فأرسل من يقص رؤياه على ابن سيرين ، فقال أما تجرده فقلة ذنوبه واخلاصه بين الناس ، وأما سيفه فلسانه وكلمته ، وأما الأحجار فقلوب الناس ، وأما شقها فدخول موعظته وحكمته في قلوبهم والحسن البصري منسوب إلى البصرة ، والبصرة في الأصل بفتح الموحدة وكسرها وسكون الصاد المهملة حجارة رخوة ترجع إلى البياض ، وبها سميت البصرة بصرة فإذا أسقطت الهاء قيل بصر بالكسر ، وإنما قالوا بالنسب بصري كذلك قاله ابن قتيبة وغيره . والبصرتان : البصرة والكوفة ، والكوفة قديمة جاهلية والبصرة حادثة إسلامية بناها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في سنة أربع عشرة من الهجرة على يد عتبه بن غزوان . وفيها توفي يوم الجمعة في شوال شيخ البصرة مع الحسن في أوانه وإمام المعبرين في زمانه أحد الجلة الورعين محمد بن سيرين ، كان إماماً يقتدى به ، سمع من أبي هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعمران بن حصين وأنس بن مالك رضي الله تعالى عنهم .

183

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 183
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست