responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 184


وروى عنه جماعة من الأئمة ، منهم قتادة وخالد الحذاء وأيوب السختياني وغيرهم من الأئمة ، قال أيوب : أريد على القضاء ، ففر إلى الشام وإلى اليمامة . وقال بعض السلف : ما رأيت أفقه في ورعه من محمد بن سيرين ، وقال هشام بن حسان : حدثني أصدق من رأيت من البشر ، أو قال من العالمين محمد بن سيرين وقال ابن عون : لم أر مثل محمد بن سيرين . وكان الشعبي يقول عليكم بذاك الأصم ، يعني ابن سيرين ، فإنه كان في إذنه صمم ، كان أبوه عبد أنس بن مالك رضي الله عنه ، كاتبه على أربعين ألف درهم وقيل عشرين ألفاً فأدى ما كوتب عليه ، وكانت أمه مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، طيبها ثلاث من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعون لها ، وحضر أملاكها ثمانية عشر بدرياً فيهم أبي بن كعب ، وكان ولادته لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه ، وتوفي بعد الحسن بمائة يوم ، وكان قد حبس بدين كان عليه ، ذكر المعبرون أنه جاءه رجل يقال رأيت على ساقي رجل شعراً كثيراً فقال : يركبه دين ويموت في السجن ، فقال له الرجل : لك رأيت هذه الرؤيا ، فاسترجع . قيل : و مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم قضى عنه ذلك بعض الصالحين ، وقيل كان عليه ثلاثون ألف درهم فقضاها ولده عبد الله ، فما مات عبد الله حتى قوم ماله ثلاث مائة ألف درهم ، وولد لابن سيرين ثلاثون ولداً من امرأة واحدة عربية ، ولم يبق منهم إلا عبد الله . وحكي إن امرأة جاءت إلى ابن سيرين وهو يتغدى ، فقالت : يا أبا بكر رأيت رؤيا ، فقال لها : تقصين أو تتركين حتى آكل ؟ فقالت : بلى أتركك ، فلما فرغ ، قال لها : قصي رؤياك . فقالت : رأيت القمر قد دخل في الثريا ، فناداني مناد أن أمضي إلى ابن سيرين ، فقصى عليه هذا ، قال : فقبض ابن سيرين يده ، وقال : و يلك كيف رأيت ؟ فأعادت عليه ، فاصفر وجهه ، وقام وهو آخذ ببطنه ، فقالت له أخته : ما لك ؟ قال : قد زعمت هذه المرأة أني أموت إلى سبعة أيام ، قال فعدوا من ذلك اليوم سبعة أيام فدفن في اليوم السابع . وحكي أنه جاء رجل فقال له : إني رأيت طائراً سميناً ، ما أعرف ما هو ، وقد تدلى من السماء ، فوقع على شجرة ، وجعل يلتقط الزهر ، ثم طار ، فتغير وجه ابن سيرين ، وقال : هذا ، ا موت العلماء ، فمات في ذلك العام الحسن البصري ومحمد بن سيرين رحمة الله عليهما . اه جعله تحت قدميه ، أما ضرب طنبوره فنشره حكمته بين الناس ، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله تعالى . وأرى أيضاً في المنام كأنه عريان جرد لا يستحي من الناس ، وبيده سيف له بريق يضربه على أحجار وهو يشقها ، فأرسل من يقص رؤياه على ابن سيرين ، فقال أما تجرده فقلة ذنوبه واخلاصه بين الناس ، وأما سيفه فلسانه وكلمته ، وأما الأحجار فقلوب الناس ، وأما شقها فدخول موعظته وحكمته في قلوبهم والحسن البصري منسوب إلى البصرة ، والبصرة في الأصل بفتح الموحدة وكسرها وسكون الصاد المهملة حجارة رخوة ترجع إلى البياض ، وبها سميت البصرة بصرة فإذا أسقطت الهاء قيل بصر بالكسر ، وإنما قالوا بالنسب بصري كذلك قاله ابن قتيبة وغيره . والبصرتان : البصرة والكوفة ، والكوفة قديمة جاهلية والبصرة حادثة إسلامية بناها عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه في سنة أربع عشرة من الهجرة على يد عتبه بن غزوان . وفيها توفي يوم الجمعة في شوال شيخ البصرة مع الحسن في أوانه وإمام المعبرين في زمانه أحد الجلة الورعين محمد بن سيرين ، كان إماماً يقتدى به ، سمع من أبي هريرة وعبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعمران بن حصين وأنس بن مالك رضي الله تعالى عنهم . وروى عنه جماعة من الأئمة ، منهم قتادة وخالد الحذاء وأيوب السختياني وغيرهم من الأئمة ، قال أيوب : أريد على القضاء ، ففر إلى الشام وإلى اليمامة . وقال بعض السلف : ما رأيت أفقه في ورعه من محمد بن سيرين ، وقال هشام بن حسان : حدثني أصدق من رأيت من البشر ، أو قال من العالمين محمد بن سيرين وقال ابن عون : لم أر مثل محمد بن سيرين . وكان الشعبي يقول عليكم بذاك الأصم ، يعني ابن سيرين ، فإنه كان في إذنه صمم ، كان أبوه عبد أنس بن مالك رضي الله عنه ، كاتبه على أربعين ألف درهم وقيل عشرين ألفاً فأدى ما كوتب عليه ، وكانت أمه مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ، طيبها ثلاث من أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ودعون لها ، وحضر أملاكها ثمانية عشر بدرياً فيهم أبي بن كعب ، وكان ولادته لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه ، وتوفي بعد الحسن بمائة يوم ، وكان قد حبس بدين كان عليه ، ذكر المعبرون أنه جاءه رجل يقال رأيت على ساقي رجل شعراً كثيراً فقال : يركبه دين ويموت في السجن ، فقال له الرجل : لك رأيت هذه الرؤيا ، فاسترجع . قيل : و مات في السجن وعليه أربعون ألف درهم قضى عنه ذلك بعض الصالحين ، وقيل كان عليه ثلاثون ألف درهم فقضاها ولده عبد الله ، فما مات عبد الله حتى قوم ماله ثلاث مائة ألف درهم ، وولد لابن سيرين ثلاثون ولداً من امرأة واحدة عربية ، ولم يبق منهم إلا عبد الله . وحكي إن امرأة جاءت إلى ابن سيرين وهو يتغدى ، فقالت : يا أبا بكر رأيت رؤيا ، فقال لها : تقصين أو تتركين حتى آكل ؟ فقالت : بلى أتركك ، فلما فرغ ، قال لها : قصي رؤياك . فقالت : رأيت القمر قد دخل في الثريا ، فناداني مناد أن أمضي إلى ابن سيرين ، فقصى عليه هذا ، قال : فقبض ابن سيرين يده ، وقال : و يلك كيف رأيت ؟ فأعادت عليه ، فاصفر وجهه ، وقام وهو آخذ ببطنه ، فقالت له أخته : ما لك ؟ قال : قد زعمت هذه المرأة أني أموت إلى سبعة أيام ، قال فعدوا من ذلك اليوم سبعة أيام فدفن في اليوم السابع . وحكي أنه جاء رجل فقال له : إني رأيت طائراً سميناً ، ما أعرف ما هو ، وقد تدلى من السماء ، فوقع على شجرة ، وجعل يلتقط الزهر ، ثم طار ، فتغير وجه ابن سيرين ، وقال : هذا ، ا موت العلماء ، فمات في ذلك العام الحسن البصري ومحمد بن سيرين رحمة الله عليهما .
وفيها توفيت فاطمة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم ، التي أصدقها الديباج عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان ألف ألف درهم ، قلت وقد تقدم أن أختها سكينة تزوجها

184

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 184
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست