responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 153


فاستغفر الله ، وإن لم تكن كما قلت فغفر الله لك ، فقام إليه الرجل وقبل رأسه وقال : جعلت فداك لست كما قلت فاغفر لي . قال غفر الله لك ، فقال الرجل الله أعلم حيث يجعل رسالته . وسيأتي الأبيات التي قالها فيه الفرزدق لما جاء يستلم الحجر الأسود أعني قوله :
هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم الأبيات الآتية في سنة عشر ومائة ، ومناقبه ومحاسنه كثيرة شهيرة ، اقتصرت منها على هذه النبذة اليسيرة . وفيها توفي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري أحد الأئمة الكبار ، رحمة الله تعالى عليهم أجمعين .
سنة خمس وتسعين فيها أراح الله المسلمين بقلعه الحجاج بن يوسف الثقفي في ليلة مباركة لسبع وعشرين من رمضان ، وله ثلاث وقيل أربع وقيل خمس وخمسون سنة ، قالوا : وكان شجاعاً مقداماً مهيباً فصيحاً مفوهاً بليغاً سفاكاً للدماء عاملاً لعبد الملك بن مروان ، ولي الحجاز سنتين ثم العراق وخراسان عشرين سنة ، ولما توفي عبد الملك ، وتولى ولده الوليد ، أقره على ما بيده . وذكر في كتاب التعبير أنه أتي رجل ابن سيرين فقال : إني رأيت على شرفات مسجد المدينة حمامة بيضاء فعجبت من حسنها ، فجاء صقر فاختطفها ، فقال له ابن سيرين : إن صدقت رؤياك تزوج الحجاج ابنة عبد الله بن جعفر الطيار . فما مضى إلا يسير حتى تزوجها ، فقيل له : يا أبا عبد الله كيف تخلصت إلى ذلك ؟ فقال : ان الحمامة امرأة وبياضها نقاء حسنها ، والشرفات شرفها ، فلم أجد في المدينة امرأة أنقى حسناً ولا أشرف نسباً من ابنة عبد الله بن جعفر ، ونظرت في الصقر فإذا هو سلطان ظالم غشوم ، فلم أر في السلاطين أصقر من الحجاج بن يوسف . وذكر المسعودي في كتاب مروج الذهب أن أم الحجاج الفارعة بالفاء والراء والعين المهملة بنت همام بن عروة بن مسعود الثقفي كانت تحت الحارث بن كلدة الثقفي الطائفي حكيم العرب ، فدخل عليها ذات ليلة في السحر فوجدها تخلل أسنانها ، فبعث إليها بطلاقها ، فأرسلت إليه : لم فعلت ذلك الشيء رابك مني ؟ قال : نعم دخلت عليك في السحر وأنت تخللين ، فإن كنت بادرت في الغداء فأنت شرهة ، وإن كنت بت والطعام بين أسنانك فأنت قذرة ، فقالت : كل ذلك لم يكن ، لكني تخللت من شظايا السواك ، فتزوجها بعده

153

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 153
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست