responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 152


لمحمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم ، فأولد عبد الله من التي آخذ سالماً ، وأولد الحسين زين العابدين ، وأولد محمد ولده القاسم ، فهؤلاء الثلاثة بنو خالة ، وأمهاتهم بنات ملك الفرس المذكور . وحكى المبرد في كتاب الكامل أن رجلاً من قريش لم يسمه قال : كنت أجالس سعيد بن المسيب ، فقال لي يوماً : من أخوالك ؟ فقلت : أمي فتاة وكأني نقصت من عينه فأمهلت حتى دخل سالم بن عبد الله بن عمر ، فلما خرج من عنده قلت يا عم من هذا ؟ قال سبحان الله أتجهل مثل هذا من قومك ؟ ! هذا سالم بن عبد الله بن عمر . قلت : فمن أمه ؟ قال : فتاة ثم أتاه القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، فجلس ثم نهض قلت يا عم من هذا ؟ قال أتجهل من أهلك مثله ؟ ما أعجب هذا هو القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق قلت فمن أمه ؟ قال فتاة . قال فأمهلت شيئاً حتى جاء علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، فسلم عليه ثم نهض فقلت : يا عم من هذا ؟ قال هذا الذي لا يسع مسلماً أن يجهله ، هذا علي بن الحسين بن أبي طالب ، قلت : من أمه . قال فتاه قلت يا عم رأيتني نقصت من عينك لما علمت أني لأم ولد فما لي في هؤلاء أسوة ، قال فجللت في عينه جداً ، وكان أهل المدينة يكرهون اتخاذ السراري حتى نشأ فيهم هؤلاء الثلاثة ، وفاقوا أهل المدينة فقهاً وورعاً فرغب الناس في السراري ، وقيل إن أم زين العابدين يقال لها غزالة ، وقيل سلامة من بلاد السند والله أعلم . وروي أن زين العابدين كان كثير البر بأمه فقيل له إنا نراك من أبر الناس بأمك ، ولسنا نراك تأكل معها في صحفة ، فقال أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها . وروي أيضاً أنه كان إذا توضأ اصفر لونه ، وإذا قام إلى الصلاة أخذته رعدة ، فقيل له ما لك ؟ فقال ما تدرون بين يدي من أقوم ؟ وكان إذا هاجت الريح سقط مغشياً عليه وقع حريق في بيت هو فيه ، وهو ساجد ، وجعلوا يقولون له : يا ابن رسول الله النار ، فما رفع رأسه . فقيل له في ذلك فيما بعد : فقال ألهتني عنها النار الأخرى . وكان يقول : ان قوماً ما عبدوا الله عز وجل رهبة فتلك عبادة العبد ، وآخرين عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار ، وآخرين عبدوه شكراً فتلك عبادة الأحرار ، وكان لا يحب أن يعينه على طهوره أحد ، كان يسقي الماء لطهوره ويخمره قبل أن ينام ، فإذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم يتوضأ ويأخذ في صلاته ، ويقضي ما فاته من ورد النهار . وروي أنه تكلم رجل فيه وافترى عليه فقال له زين العابدين : ان كنت كما قلت

152

نام کتاب : مرآة الجنان وعبرة اليقظان نویسنده : عبد الله بن أسعد اليافعي اليمني المكي    جلد : 1  صفحه : 152
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست