الخطوط السياسية الداخلية فجاءت موجة ضده ، فخرج من إيران إلى البلاد التي تحكمها الخلافة العثمانية لكنه لم يستطع إظهار نفسه ! فكان يتنقل في بلاد الشام والقدس ومصر بصورة درويش مدة ثلاثين سنة ، حتى كتب له الشاه عباس مصرّاً على رجوعه فعاد إلى إيران ، وكان مرجعها الديني العام صلى الله عليه و آله . ومنهم الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي قدس سرّه ( 1033 - 1104 ) وهو معاصر للعلامة المجلسي صاحب البحار قدس سرّه ، كان مرجعاً في إيران واشتغل بالتأليف ، وأشهر كتبه الموسوعة الفقهية : ( وسائل الشيعة إلى تحصيل مسائل الشريعة ) . نشأتُ في قرية ( يأثر ) من وسط جبل عامل ويلفظونها ( ياطر ) وسمعتُ من كبار السن الكثير عن الحكم العثماني ، أو الحكم ( العُصْمَلِّي ) كما يسميه الناس ! وأكثر ما يحكونه عنه قصص غارة ( الجَنْدِرْمَا ) على القرى وتعاملهم المغولي مع أهلها ، وفرضهم الضرائب والبقشيش عليهم بسبب ودون سبب ! ويبقى ذلك أهون من إجبار الناس على الجندية في الجيش العثماني ، عندما يُرسل الضابط الإنكشاري في صور إلى مخاتير القرى ويُحْضرهم ويبلغهم أن يكتب كل مختار أسماء أهل قريته من سن 18 إلى سن 40 ، ويحدد لهم يوماً لحضور المجندين في القشلة ، وعند المدة المضروبة يرسل لكل قرية عدداً من الجندرمه ليدخلوها غفلةً ويقبضوا على كل من وجدوه بين سن 18 - 40 ، ويجروه إلى قشلة الدولة العَلِيَّهْ العثمانية ، ثم يرسلوه إلى جبهة الحرب مع روسيا ! هذه الحرب التي حرق فيها الخليفة ألوفاً مؤلفة من المسلمين ، وقد عرفنا أخيراً أنها كانت لسواد عيون فرنسا ! وأسوأ منها حرب الخلافة العثمانية ضد أهل اليمن التي استمرت سنين طويلة وكلفت المسلمين من اليمانيين وغيرهم ، عشرات الألوف ! كانت حروب الدولة العثمانية : الذاهب إليها مفقود والعائد منها مولود ! ومن هؤلاء المولودين جدي لأمي المرحوم الحاج نصر الله كريِّم الذي كان يحدثنا