العثماني ، خاصة في تركيا والعراق وسوريا ومصر ولبنان وفلسطين ، وقد استمرت هذه السياسة أكثر من أربعة قرون ! ولو أراد أهل كل بلد أو مدينة أن يكتبوا ما وقع عليهم من مظالم بني عثمان جق لبلغت مجلدات من الصفحات السوداء والجرائم التي يبرأ منها رسول الله صلى الله عليه و آله الذي كان الخليفة وولاته وقضاته يحكمون باسمه الشريف واسم شريعته ! ويكفينا في لبنان أن نؤرخ لأحمد باشا الجزار وحملاته على شيعة بلاد الشام ولبنان خاصة ، وقد كان والي عكا سنة 1195 ، ثم طمع في فلسطين ومصر ، وقد أفرط في قتل المسلمين عامة والشيعة خاصة حتى عرف باسم ( الجزار ) وصار اسما رسمياً له ! قال الجبرتي : 2 / 292 : ( سموه بهذا الاسم لكثرة قتله الأنفس ولا يفرق بين الأخبار والأشرار ، وقد جمع الطموش الكثيرة من العسكر والغز والعرب وأسافل العشيرة ) ! وفي مستدركات أعيان الشيعة : 2 / 122 : ( كانت نكبة جبل عامل بأحمد باشا الجزار من النكبات القاصمة . . . أطلق جنوده يعملون التخريب والتقتيل والسلب ! وكان من أفجع ما لقيه جبل عامل في تلك المحنة نهب مكتباته نهباً عاماً وحمل كتبها إلى عكا . . إلى أصحاب الأفران يوقدون بها أفرانهم ) ! ! في تلك المدة هاجر العديد من علماء جبل عامل وبلاد الشام إلى إيران والهند ، هرباً من سيف بني أمية العثماني ، وكان أشهر المهاجرين المحقق الكركي قدس سرّه وهو معاصر للسلطان سليم وتوفي سنة 940 ، وكان المرجع الديني العام لإيران في زمن الشاه إسماعيل والشاه طهماسب ، وله مؤلفات وأجوبة استفتاءات تعطينا أضواء مهمة عن حالة الشيعة في عصره في إيران ، وتحت حكم الدولة العثمانية . ومنهم العبقري الشيخ محمد بن حسين بن عبد الصمد العاملي الحارثي الهمداني ، المعروف باسم الشيخ البهائي قدس سرّه المعاصر للشاه طهماسب والشاه عباس ، توفى 1031 ، كان نابغةً في عدد من العلوم ، وله مؤلفات مهمة ، وآثارٌ معمارية هندسية متميزة . ومما يتصل بموضوعنا أن البهائي اشتغل في إيران بالسياسة ودخل في صراع