الكبير من قدمه اليمنى , وهي إحدى أهم الوضعيات في حال الوقوف أمام الدده في جميع بيوت الجمع , وهذا الفرض مأخوذ عن الحسين عليه السلام ! الدرويش رجب صبري : عندما أمر الرسول محمد المصطفى حفيده الحسين لأداء الخدمات الاثني عشر أراد الحسين الاستعجال في التنفيذ , فتعثر بحجر جرح إصبع قدمه اليسرى ، فأراد إخفاء الأمر على جده كي لا يحزن لرؤية دم الحسين نازفاً , فوضع قدمه اليمنى على اليسرى ، وهكذا فُرضت علينا هذه الفريضة . دانيال عبد الفتاح : الجمع الذي نظّمه لنا الدراويش كان جمع المصاحبة ، ويُعقد عادةً لإعلان الأخوّة بين اثنين من المؤمنين ليكونا أصحاباً , ويُسمى الواحد منهما مصاحِب , لكن مراسيم الجمع كاملة لم تُنفَّذ أمام الكأميرا ، لأن بيت الجمع يفتح أبوابه بداية العام ويتمّ الاستعداد للعبادات خلال الأشهر الثلاثة الأولى من فصل الشتاء , والمراسيم اثنا عشر تبدأ بالتلاوة على القرابين قبل الذبح ، ويُرفع الدعاء للدده كي يبارك الطعام , وبعد ذلك يوزّع الساقي شراباً خالياً من الكحول على الجالسين في الفلقة ، وعلى النساء في الأطراف ثمّ الفاكهة , وهذه جميعاً تُعرف باللقمة , وفي ختام الجمع يؤدي الكنّاس مهمة جمع الذنوب والخطايا بدعوات خاصة , يبدو أنها مأخوذة من الخراسانية ، وهكذا تبرّأ الجميع من ذنوبه ، لنغادر بيت الجمع , وفي الخارج يؤكّد لنا الدراويش أن هذه العقائد هي الأساس في الدين , ولأنها بقيت بعيدة عن البعض لم تُعرف حتى اليوم إلا في خفايا الطقوس العلوية , ففي تشوروم الجمع يتمّ على اللقمة والقرابين , لكن المراسيم افتقدت آلة الساز الموسيقية المرافقة لتلاوة الأدعية ، فيما انكبّت النسوة في الجانب الآخر من بيت الجمع على قطع الأرشتة . تقديم القرابين من أهم شعائر المذهب العلوي في وسط الأناضول ، وهذه اللقمة التي يسميها أهالي وسط الأناضول بالأرشتة باللغة المحلية ، تكون ملازمة دائماً لهذه القرابين التي تُقدّم في بيوت الجمع فقط .