لأجل فتح البلاد ورد العدو ، ونحن أيضاً سالكون على طريقتهم ، وفي كل وقت نفتح البلاد الصعبة والقلاع الحصينة وخيولنا ليلاً ونهاراً مسروجة وسيوفنا مسلولة ، فالحق سبحانه وتعالى ييسر الخير بإرادته ومشيئته . وأما باقي الأحوال والأخبار تفهمونها من تابعكم المذكور ، فليكن معلومكم هذا . تحريراً في أوائل شهر آخر الربيعين سنة اثنتين وثلاثين وتسعمائة بمقام دار السلطنة العلية ، القسطنطينية المحروسة المحمية ) . انتهى . أقول : تدلك هذه الرسالة على أمور كثيرة ، منها المذهب السني الرسمي الذي توصل إليه عباقرة فقهاء بني عثمان فأسقطوا موروثهم من الطريقة البكتاشية والصفوية على أبي بكر وعمر وعلي عليه السلام ، وضاهوا لغة الكنيسة فجعلوا من أرواح هؤلاء حامياً لهم ونصيراً ! بل مالوا إلى التجسيم فجعلوا الله تعالى كأحد القديسين حماة المملكة العلية ! فكل مقامات السلطان وألقابه بعناية حضرة عزته تعالى ، ومعجزات دولته من معجزات النبي صلى الله عليه و آله والمؤازرة والمدد له من أرواح الأربعة ! فأعد قراءة كلام الخليفة : ( بعناية حضرة عزة الله جلت قدرته وعلت كلمته ، وبمعجزات سيد زمرة الأنبياء ، وقدوة فرقة الأصفياء ، محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم الكثيرة البركات ، وبمؤازرة قدس أرواح حماية الأربعة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله تعالى عليهم أجمعين وجميع أولياء الله : أنا سلطان السلاطين وبرهان الخواقين . . . ) . ويكشف النص التالي / 217 : عن عظمة ملك فرنسا في قلب خليفة المسلمين ! ( وهو المسيو رنسون ، فقابله السلطان في أول ذي الحجة سنة 938 ، باحتفال فائق لم يسبق مثله لأي سفير غيره ، وذلك أنه صُفَّ لاستقباله عددٌ عظيم من الجنود وأطلقت المدافع تحيةً لقدومه ، وقابله السلطان مقابلة خصوصية ، محاطاً بوزرائه وقواد جيوشه . . . ) .