فأمعن في أفكار شريعتي وأبحر في ضبابيتها ، وصعَّد حملته على التشيع الصفوي والإسلام الصفوي ، ودعا إلى إسلام في إيران بدون أن يقلد الناس الفقهاء ! ومعناه أنه يدعو الناس لأن يقلدوه هو ! لأن الرجوع إلى المتخصصين ضرورة حياتية . كما طرح القراءات المتعددة للإسلام ، التي يطرحها المستشرقون الفرنسيون وتلاميذهم ، وهي دعوة تبدأ بنقد الوضع الحاضر ، وتدعو إلى فتح باب الإجتهاد وتقبل الفهوم المختلفة ، لتصل إلى تخريب ألفاظ النص الإسلامي وجعلها مفتوحة لأعمال الشيطنة في التحريف باسم التفسير . ثم طرح عبد الكريم سروش أفكار الغربيين وبعض المتصوفة الذين يدعون إلى عدم التقيد بأي دين ولا شرع ، في مقولته التي سمهاها ( الصراطات المستقيمة ) وهي تعني أن كل الطرق السماوية والأرضية تؤدي إلى الله تعالى ! هذا ، وهو يقول إنه مسلم متضلع في الإسلام ، يؤمن بقوله تعالى : وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون . ومعناه أنه يعرف اللغة العربية ، وأن الله العليم الحكيم عز وجل اختار للإسلام اسم ( الصراط ) وهو لفظ مفرد لا جمع له ، واختار لما قابله اسم ( السُّبُل ) وهو جمع سبيل ! لكن هذا المثقف الحداثوي يقول إن الله تعالى أفرد صراط الهدى بإسمٍ لا جمع له ولكني أنا أجمعه ، فأقول : ( صراطات الهدى ) ! فماذا تقول لشخص يدعي تديناً وفهماً وهو يقول : قال الله ولكني أقول ! على أني أشك في فهم العرب الحداثويين للغة العربية ، فكيف بغيرهم من الإيرانيين والأتراك والفرنسيين ؟ ! ومن طريف معرفتهم بالعربية ما قاله الرئيس الإيراني السابق الدكتور بني صدر وكان يخطب في قم فقال : إذا وصلت إلى نقطة لا تعرف فيها ماذا تفعل فلا تقف ، بل واصل سعيك وجاهد ، قال الله تعالى : وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ! ! ثم أخذ يطبق الآية على فكرته ! !