ولهذا التخليط بدون علم وصل الدكتور سروش من ( الصراطات المستقيمة ) إلى إنكار بديهيات الوحي باسم الحداثة والعلم ! وهذه نتيجة من يقلد الفرنسيين بدون أن يقرأ الإسلام من مصادره ولغته ، إلا بعض كتابات حداثويين فرنسيين ! لا يتسع المجال هنا للإفاضة في هذا الموضوع ، لكن ينبغي أن نشير إلى جماعة أسسها المستشرقون الفرنسيون هي ( الجماعة الحداثوية ) وقد حاولوا أن يعطوها صفة الفكر والمنهج فقالوا : الفكر الحداثوي والمنهج الحداثوي ، وربَّوْا عليها تلاميذ وأطلقوهم في بلادنا باسم الحداثويين المجددين للثقافة والفكر الإسلامي ، وهم حفاة من العلم والفكر ، لم يقرؤوا الإسلام من مصادره ، ولا فهموا اللغة العربية . لا أريد القول إن الدكتور شريعتي منهم ، لكنه دون شك متأثر بهم ، ومن أبرزهم في عصرنا الدكتور محمد أركون ، وهو جزائري فرنسي كثير الكلام بدون طائل ، ينتقد الإسلام والقرآن باسم الفكر الحداثوي ، ومن مؤلفاته مثلاً ( أنسنة الإسلام ) ومعناه أن الإسلام دين بدوي وحشي ، فحضرته يدعو إلى تفسير قرآنه وسنة نبيه صلى الله عليه و آله بتفسير يجعلها إنسانية ! وهو في العمق كأساتذته ومربيه لا يؤمن بالنبي صلى الله عليه و آله ولا بالوحي والقرآن ، لكنه يغطي ذلك ويتستر بأنه يدعو إلى قراءات متعددة للإسلام لخدمة الإسلام ! وقد اقتدى به الدكتور سروش إلى حد كبير مع الأسف ! ومشكلة هؤلاء الحداثويين أنهم أصحاب هدف سياسي بثوب علمي ! ولذلك يصرون على استعمال ألفاظ مبهمة غير محددة ، وهو أسلوب خداع علمي ! وقد ناقشت بعضهم في شبكات النت ودعوت بعضهم للمناظرة فتهرب ، وكتبت في نقد فراغهم العلمي ولغتهم التحريفية ! وأكتفي هنا بكلمات حول هذه النقطة : إن اللغة الفكرية والثقافية أمر مهم يميز الفكر كما يميز الشخصية ، لذلك كانت اللغة التي يتكلم بها نبي الإسلام وأئمته صلوات الله عليهم والتي يكتب بها علماء الإسلام ودعاته . . لغةً فصيحة محددة لها قوانينها وأنظمتها في اختيار ألفاظها وتراكيبها