إنه شعار ودعوى كبيرة محشوة بالإبهام الغموض ، ولذلك كان أول ما تحتاجه أن يفسر صاحبها مقصوده منها ؟ يقول إن التشيع العلوي هو الإسلام المحمدي الصافي ، وهو ثورة دائماً ، والتشيع الصفوي تشيعٌ دولة يدعو إلى طاعتها ! أقول : ما دام التشيع هو الإسلام ، فهل يعقل أن ينزل الله تعالى ديناً يقتصر فيه على الأمر بالثورة وهدم الباطل ، بدون الأمر ببناء البديل الحق ؟ وبماذا تصف ثورة الصفويين على الباطل ، أليس تشيعاً علوياً ؟ وبماذا تصف عملية البناء التي تدعو إليها أنت بعد هدم الباطل فهل هي عمل صفوي وليس علوياً ؟ إنها لغةٌ هلاميةٌ ضبابيةٌ ، يستعملها أصحابها هرباً من المنهج العلمي ، فيختار أحدهم ألفاظاً ذات أبعاد شعارية تهويلية ، ومنها مقولاتهم : التشيّع العلوي تشيّع تقية المناضل ، والتشيّع الصفوي تشيّع الخامل ! التشيع العلوي تشيع الإجتهاد والانفتاح ، والصفوي تشيع الجمود والانغلاق ! التشيّع العلوي الرجوع إلى العالم المتخصص ، والصفوي هو الطاعة العمياء ! التشيّع العلوي تشيّع الإنسانية ، أما التشيّع الصفوي فتشيّع القومية ! التشيع العلوي تشيّع ثورة كربلاء ، والتشيّع الصفوي تشيّع مصيبة كربلاء ! التشيّع العلوي تشيّع الوحدة ، أما التشيّع الصفوي فهو تشيّع الفرقة ! التشيّع العلوي تشيّع التوحيد ، أما التشيّع الصفوي فهو تشيّع الشرك ! التشيّع العلوي تشيّع السنة ، أما التشيّع الصفوي فهو تشيّع البدعة ! التشيع العلوي يقارع الظالمين ، والتشيع الصفوي يخدم الظالمين . التشيّع العلوي تشيع الانتظار الإيجابي ، والتشيع الصفوي الانتظار السلبي . إلى آخر التعابير التي اخترعها مؤلف الكتاب كالتسنن الأموي والمحمدي ! وجاء الدكتور سروش وهو من الحداثويين المغرمين بالغرب وبفرنسا خاصة ،