وقسم من القوقاز والعراق وساحل الخليج ، وكان حليفه السلطان قانصوه الغوري سلطان مصر وسوريا والحجاز وقسم من تركيا ، وكان السلطان الرسمي وعنده الخليفة العباسي . فلماذا يفترضون أنه كان يجب على السلطان إسماعيل أن يطيع العثمانيين ؟ ولا يفترضون في السلطان سليم أن يطيع السلطان الشرعي والخليفة الشرعي الساكن في مصر ، كما كان يفعل آباؤه وأجداده مدة قرون ؟ ولماذا يحق للسلطان سليم المغولي أن يشن حرباً على سلطان مصر في سوريا ويأسر الخليفة العباسي ويأتي به إلى بلده ويجبره على بيعته سلطاناً أو خليفة ، ولا يجوز للسلطان إسماعيل أن يعلن نفسه خليفة لكل المسلمين وهو قرشي علوي ، أشرف وأكرم من الخليفة العباسي ؟ ! في اعتقادي أن هؤلاء الشباب المتحمسين لو قرؤوا مصادر التاريخ ، بالعربية أو بالفارسية ، أو بالفرنسية والإنكليزية ، لتغير رأيهم وعرفوا أنهم خدعوا خدعة كبيرة من كذابين مزورين للتاريخ ! والآن لم يفت الوقت ، فنحن بحاجة إلى قراءة جديدة للتاريخ علمية ، لا سطحية مقلدة للوهابيون والقوميين المتعصبين ! وبهذه القراءة سنجد أن العثمانيين لم يكن لهم أرض في بلاد المسلمين إلا قسم من تركيا وساحلها ، فتوغلوا في أوروبا الشرقية ونجحوا وضموا إلى دولتهم أكثر بلادها ، ثم بدؤوا بالتوغل في أوروبا الغربية وحقق بايزيد نجاحات باهرة ضد البلغار والمجر والإيطاليين ، فخافت أوروبا منه وتحرك الفرنسيون بنشاط وأقنعوا ابنه سليم بالثورة على أبيه وقتله ، وإيقاف التوغل العثماني في أوروبا والتوجه إلى شيعة الأناضول وديار بكر ، ثم إلى إيران ، ثم إلى سوريا ومصر ! فنفذ سليم خطتهم بالكامل وأعطى فرنسا امتيازات في كل بلاده لم تكن تحلم بها أبداً ، كما ستعرف ! كذلك أدعو هؤلاء الشباب إلى قراءة التشيع بعمق من مصادره ، وترك السطحية والشعارات الخداعة ، فما معنى تقسيم التشيع إلى تشيع علوي وتشيع صفوي ؟