المقاومة وخلع تاج القزلباش عن رأسه ، ثم باشر بتحصين بغداد وتجهيزها . وكان في العراق سيد جليل اسمه السيد محمد كمونة ورث النقابة والوجاهة في النجف أباً عن جد ، فلم يرض بموقف باريك ولامه عليها فأمر بحبسه في قعر بئر عميق مظلم . وانتدب الشاه إسماعيل حسين بيك في فوج من القزلباش فتوجه نحو كرمانشاه ومنها إلى خانقين ، ومشى ببطء لكي تصل الإخبار إلى سكان المدن العراقية الناقمين على حكم الأتراك ليقوموا بمواجهتهم ، وما كاد يقترب من بغداد حتى أحس باريك بيك أن أكثر أعيانه وأمرائه موالون للشاه إسماعيل وحذروه من احتمال خروج حراسه عليه وتسليمهم إياه إلى قوات القزلباش ! فأخذه الرعب وركب زورقاً بخاصته ليلاً وتوجه إلى حلب ، ثم ذهب إلى قبيلة ذو القدر في ديار بكر . وعند ما عرف أهل بغداد بفرار الوالي أخرجوا السيد محمد كمونة من البئر فنصبوه والياً على بغداد . وفي يوم الجمعة خطب السيد كمونة وتوجه بأهل بغداد لاستقبال بيك الذي بلغ حينئذ مشارف بغداد ، فرحب به الأخير وعامله بإجلال وإكرام ثم بعث إلى الشاه إسماعيل بالخبر فحمد الله وعين خادم بيك الذي كان يلقب حينئذ بلقب خليفة الخلفاء في الخانقاه ، حاكماً على ولاية العراق . وخرج أهل بغداد لمشاهدة الموكب الملكي وذبحوا الأبقار استقبالاً له ، وقدم الشاه ووزع أموالاً طائلة من الذهب والفضة على المحتاجين من أهالي بغداد ، ثم نزل في بستان پيربوداع في الخامس والعشرين من جمادى الآخرة من عام 914 ، وأكرم السيد كمونة وقربه ، وأمر بنقر الطبول عند داره يومياً وهي رتبة الأمراء . وفي اليوم التالي توجه إلى كربلاء المقدسة وزار سيد الشهداء عليه السلام وأكرم الساكنين بجوار الروضة الحسينية بعطايا وهدايا ، وخص القبر الشريف بالتحف الثمينة وأمر بإكسائه بطلاء من الذهب وتعليق اثني عشر قنديل من الذهب فوقه ، وفرش الحرم الشريف بسجاد من الحرير . وكان يشارك بنفسه في هذه الأعمال ليحس بمن خدم الإمام الحسين عليه السلام ، وفي الليلة الأخيرة من إقامته في كربلاء اعتكف في الحرم حتى