الصباح مشتغلا بالعبادة والدعاء ثم ارتحل إلى النجف عن طريق الحلة ، فلما رأى مشارف النجف ترجل مسرعاً إلى المرقد المقدس وتشرف بزيارة أمير المؤمنين عليه السلام والدعاء تحت قبته ، وأكرم جميع سكان مدينة النجف ، واعتكف ليلة في الحرم الشريف ، ثم عاد إلى الحلة فاشتكى إليه بعض أهلها من إزعاج بعض قبائل أعراب البادية لهم ولقوافلهم ، فهاجمهم وقتل جماعة منهم . ثم توجه إلى بغداد ومنها إلى سامراء والكاظمية فزار الأئمة عليهم السلام وأكرم سكان هاتين المدينتين ، ثم أمر خليفة الخلفاء خادم بيك بشق نهر من الفرات إلى النجف الأشرف ، والقيام بإعمار المدن المقدسة ، وعين السيد محمد كمونة سادناً لحرم أمير المؤمنين عليه السلام في النجف وحاكماً على بعض مدن العراق . ثم توجه إلى ولاية خوزستان ، فقصد الحويزة وكان حكامها من آل المشعشع فرفضوا الدخول في طاعته ، فدارت بينهم معركة قوية قتل فيها السلطان فياض المشعشعي والعديد من أمراء المشعشعين وغنم القزلباش منهم أموالاً وأشياء كثيرة . وعين الشاه أحد أمراء القزلباش حاكماً على الحويزة ، ثم توجه إلى دزفول فأسرع حاكمها إليه بمفاتيح القلعة ، وكذلك حاكم شوشتر . وبلغ الشاه إسماعيل أن السلطان العثماني يراسل حاكم لرستان الملك رستم ، فأمر الأمير نجم الدين مسعود وبيرام بيك وحسين بيك على رأس قوة مؤلفة من عشرة آلاف فارس لتأديب الملك رستم ، فهرب رستم من مركزه إلى رؤوس الجبال ، واستولى القزلباش على أملاكه ، فبعث إليهم يطلب الأمان فأعطياه واستسلم ، وعفا عنه الشاه إسماعيل ، وكان رستم شيعياً والمعروف أنه من ذرية أبي الفضل العباس بن علي أبي طالب عليه السلام فأنشد الشاه شعراً باللغة اللرية في مدح أمير المؤمنين عليه السلام فأعجبه وأمر بتزيين لحيته بأنواع الجواهر واللآلئ والياقوت والألماس وتزيين وجهه بما كان يفعله ملوك إيران القدماء ثم صار من أصحابه وأعاده حاكماً على لرستان ) . انتهى . أقول : سيأتي في فصل العثمانيين المزيد من الأضواء على حكم الصفويين .