فنشرت الذعر والاضطراب في صفوف القزلباش ، لكن إسماعيل أمرهم بالهجوم على مراكز المدفعية ، فوصلوا إليها وأعملوا السيف برجالها وغنموها وانتصروا . وهرب الميرزا مراد إلى شيراز وباشر بحشد قبائل فارس وعشائرها واستنصر بعشائر عراق العرب وبعث برسله إلى البلاطين العثماني والمصري يستمدهم العون والمدد وكذلك علاء الدولة ذو القدر حاكم ولاية ديار بكر . اتجه الشاه إسماعيل جنوبا فبلغه تمرد حاكم رستمدار الأمير حسين الجلاوي بتحريض الدولة العثمانية ، لكن وفود قم وكرمان ويزد وأصفهان وكرمانشاه جاءت له بالهدايا والبيعة . فأرسل الياس بيك أيقوت أوغلي إلى ورامين ، لحشد المتطوعين والسير بهم لقتال حسين الجلاوي في همذان . وغادر بقواته القزلباش إلى أصفهان ثم إلى شيراز ، فدخلها وعرف أن الميرزا مراد هرب إلى شوشتر ثم إلى بغداد . وتوافد عليه زعماء شيراز وأمراؤها مبايعين طائعين ، فرتب حكم شيراز وغادرها إلى كاشان ، فاستقبله أهلها وعين القاضي محمد في منصب الصدارة شريكاً لشمس الدين الپيلاني ، فنظم القاضي محمد أمور القضاء والأوقاف وشؤون المدارس فازدادت مكانته وعين الشاه نائباً له . ثم غادر إلى قم فأمضى الشتاء فيها . وتجمع خصومه بقيادة رستمدار في قمم جبال ألبرز ، وانضم إليه أمراء قبيلة البايندرية والمعارضون لحكم الشاه إسماعيل ، وأغاروا على قائده الأمير الياس في ورامين في قلعة إيرج واحتالوا عليه ودعوه إلى المفاوضة وقتلوه فاستشاط الشاه إسماعيل غضباً ، وغادر قم إلى رستمدار وهاجم قلعة پل خندان ، وأباد من فيها ! وذلك في الثاني من شهر شوال عام 908 . ثم توجه نحو فيروز كوه عاصمة رستمدار ، واحتل دماوند وقتل بعض أهلها ، وكانت قلعة فيروزكوه حصينة فأمر بضرب آلاف الطبول والأبواق لزعزعة معنويات المدافعين ، وفي اليوم التالي أطلق على القلعة من جوانبها الأربعة مشاعل النيران والسهام وصخور المنجنيق ، فأدرك حاكمها علي كيا عقم مقاومته فوضع السيف على عنقه وأقبل يلتمس عفو الشاه وصفحه فعفا عنه ، ثم