وعين الشاه الأمير شمس الدين زكريا في منصب وزارة الديوان الأعلى ، وعين حسين بيك شاملو أميراً للأمراء وشاركه في ذلك إبدال بيك . وبعد فتح تبريز ومراسيم التتويج جعل الشاه إسماعيل حسين بيك وكيلاً له وفوض الأمور الإدارية ورئاسة الديوان إلى الأمير زكريا ، وفوض القاضي شمس الدين الپيلاني منصب الصدارة ، وهو يشتمل على رئاسة الأمور الدينية والقضائية . وأمضى الشاه فصل الشتاء في تبريز ، ومع حلول فصل الربيع بلغه أن الميرزا ألوند يقوم بتجهيز جيش في حدود أرزنجان ، وأن علاء الدولة رئيس قبيلة ذو القدر الكبيرة الذي يحكم أجزاء مهمة من ولاية ديار بكر اتفق مع الميرزا ألوند وأنه سيمده بجنود ، فغادر الشاه إسماعيل تبريز متوجهاً إلى أرزنجان ، واجتاز الأراضي العثمانية الحدودية وأرسل رسالة إلى السلطان العثماني طمأنه فيها وأجابه السلطان بموافقته على عبور قوات القزلباش ، فاعتنم ألوند خلو تبريز فأغار عليها وجمع تجارها وأثريائها وفرض عليهم أمولاً باهضة ، وبلغت الإخبار الشاه إسماعيل فاستشاط غضباً وأسرع نحو تبريز فهرب الميرزا ألوند نحو همذان وتوجه منها إلى بغداد . وفي سنة 908 ، فتح إسماعيل غرب إيران ، وبلغه أن الملك مراد ميرزا جمع قوات عراق العجم وكرمان وفارس فبلغت سبعين ألف مقاتل ، وأنه متوجه بها إلى همذان لتحرير بلاد آذربايجان التي يراها حقاً شرعياً له . وأشيع أن السلطان العثماني با يزيد بعث إلى مراد ميرزا بمئات المدافع وآلاف المدفعيين ، فجمع إسماعيل قواته وأسرع بها نحو همذان وواصل السير دون أن يتوقف في المنزل أكثر من ليلة واحدة حتى وصل في صيف عام 908 ، إلى مسافة فرسخين من خصمه ، وكان الميرزا مراد معسكراً بقواته في سفح جبل ، وقد رتب مدفعيته في صف مترابط لكي تقاتل قواته من خلفها في حال اضطرارها للإنسحاب . وكان عدد جيش الصوفيون اثني عشر ألفاً وفي رواية ثلاثين ألفاً ، وبلغ عدد المدافع التي بعث بها السلطان العثماني إلى مراد ميرزا ثلاثمائة مدفع ، وانطلقت المدفعية