وعند ما بلغت إخبار الهزيمة ألوند ميرزا أمر بالتقهقر عن نخجوان ، فانتهز الشاه إسماعيل الفرصة ودخل نخجوان ثم سار إليه فوصل إلى معسكره مساء ذلك اليوم في محل آبادي شرور من توابع نخجوان ، ونظم ألوند ميرزا قواته ووضع المدافع والبنادق التي وصلته من الدولة العثمانية على سفح تل قريب من أرض المعركة وجعل الرماة في مقدمة صفوفه . فهاجم الصفويون المدفعية والبنادق فقتلوا بعض المقاتلين وأسروا آخرين وغنموا منها ، فأحدثوا في عدوهم إرباكاً وقتل في المعركة عدد من زعماء قبيلة الآق قويونلو ووزرائها ووقع بعضهم أسرى ففدوا أنفسهم بدفع جميع أملاكهم ، وهرب الوند ميرزا ببعض أصحابه . وقد ذكر صاحب تاريخ جهان أرا أن عدد القتلى من قوات الوند ميرزا بلغ عشرين ألفاً بينما ذكر صاحب لب التواريخ بأنهم ثمانية آلاف قتيل . وفي أوائل عام 907 توجه الشاه إسماعيل إلى تبريز ودخلها بدون مقاومة ، وجلس على عرشها متوجاً نفسه ملكاً لإيران ، وأمر أن تكون الخطبة باسم الرسول صلى الله عليه و آله وأمير المؤمنين والأئمة الاثني عشر عليهم السلام ، وكانت تبريز آنذاك فيها شيعة وسنة ، وكانت جميع الأمور الدينية والقضائية بأيدي علماء السنة من الشوافع والأحناف ، لأن الحكام كانوا يقوون السنيين منذ بدأ صراعهم مع القزلباش في عهد السلطان يعقوب . وقد رفض بعض الخطباء الانصياع للأوامر فضربت أعناقهم على رؤوس الأشهاد ! فأصاب الخطباء الخوف والهلع ولاذ بعضهم بالفرار وأخفى آخرون أنفسهم بينما انصاع بعضهم للأمر الواقع فخطبوا باسم الأئمة الاثني عشر عليهم السلام وأدخلوا في الأذان عبارة : أشهد أن علياً ولي الله ! وكان جنود الصفويين والقزلباش يلازمون المساجد في أيام الجمعة وأوقات الصلاة لمدة ثلاثة أشهر لمراقبة الخطباء فإذا أتى أحدهم بعمل مخالف للأوامر الصادرة بادروا إليه بسيوفهم أمام أعين الحاضرين . ومن الأمور التي استحدثت آنذاك ارتداء جميع أفراد المناطق التي خضعت للشاه إسماعيل قبعات القزلباش الموحدة بعد أن كانوا يرتدون قبعات شتى .