لا سيما الخانقاه الصفوي ، وفي عودته بعد انتصاره في تركيا وأسره للسلطان بايزيد زار أردبيل وحل فيها ضيفاً في أيام رمضان على الخانقاه الصفوي ، وبينما هو جالس على مائدة الخانقاه ينتظر طعام الإفطار تنبه إلى امتناع الشيخ عن تناول الطعام ، فسأله عن سبب ذلك وقال إن كان للشيخ حاجة فليذكرها لتلبى له . فأجابه الشيخ : لقد أمر الأمير الفاتح بتهجير بعض القبائل الكبيرة التي كانت مقيمة لسنين طوال في بلاد الروم والشام ، إلى تركستان ، ونحن نأمل أن يطلق الأمير سراحهم ليدعوا له على كل مائدة من موائدهم . فأجابه تيمور دون تردد : لقد عفونا عن هذه القبائل الأسيرة التي جلبناها من أرض الروم إكراماً للخانقاه ، وكانت قبائل الأناضول التركية وأكثرها من قبيلة آق قوينلو ، وهي : تكه لو ، وشاملو ، واستاجلو ، والقاجار ، وأفشار ، ورملو زنپنه ، وانضمت إليها في زمن الشاه إسماعيل قبيلة ذو القدر حيث هاجرت من ديار بكر إلى إيران بعد سقوط حكومة علاء الدولة . وفي اليوم التالي حضر جميع زعماء القبائل مجلس الشيخ ودخلوا حلقة الدراويش وفقاً للتعاليم المقررة ، ورجعوا إلى بلادهم في الأناضول والشام . ثم اشترى تيمور في ولاية أردبيل وضواحيها وآذربيجان والعراق قرى ومزارع وأصدر مرسوماً بوقفها على خانقاه الصفويين ، وقد نقل صورة الوفية في مستدركات أعيان الشيعة : 2 / 51 ، وقال الراوي إنه شاهدها : ( وثيقة الوقف التي ختمها بختم آل تمغا وشاهدتها أنا ، الكثير التقصير المحتاج إلى الله الودود ، مختومةً بختم تيموري ، وحررت في سنة ثمانمائة وستة ، أضيفت إلى أوقاف عتبة سلطان الأولياء المقدسة ، وهذا نصها : الشكر الجزيل لله سبحانه تعالى جلت عظمته وعلت كلمته ، الذي أشرق وأضاء نور الشمس من قلوب أصدقائه الأوفياء ، وانتشر فيضه على الأبدال والأوتاد ، ليهدي به العالم والعالمين ، ويكشف لهم الحقائق والمعاني : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .