ينزل بها أمرد وفيها جماعة من أهل العلم والخير وقد ذهب ما هنالك فنزل بها اليوم عدة من الصغار ومن الأساكفة وغيرهم من العامة إلا أن أوقافها عامرة وأرزاقها دارة بحسب نقود مصر ومن حسن بناء هذه الخانقاه أنه لم يحتج فيها إلى مرمة منذ بنيت إلى وقتنا هذا وهي مبنية بالحجر وكلها عقود محكمة بدل السقوف الخشب وقد سمعت غير واحد يقول إنه لم تبن خانقاه أحسن من بنائها ) . وقد أورد الأسيوطي في جواهر العقود : 1 / 289 : ( صورة وقف خانقاه برسم النساء : هذا ما وقف وحبس وسبل فلان إلى آخره جميع المكان الفلاني ، الذي أنشأه الواقف المذكور بالمكان الفلاني وجعله داراً حسنة الهيئة متقنة البنية مستجدة العمارة مشتملة على مساكن ومجالس ومخادع وطباق ( ويصفها ويحددها ) ويذكر عدة مساكنها ومخادعها وطباقها ثم يقول : وجميع كذا وجميع كذا ( ويصف كل مكان على حدته ويحدده ) ثم يقول : وقفاً صحيحاً شرعياً إلى آخره ، ثم يقول : فأما المكان المبارك المحدود الموصوف أولاً . فإن الواقف المشار إليه أجرى الله الخيرات على يديه ، وقفه خانقاه برسم النساء ، ورتب به كذا وكذا من النسوة العجز الدينات الخيرات الكثيرات الذكر والتسبيح والصلاة والتهجد والصيام المعروفات بالصلاح ، ورتب لهن شيخة صالحة دينة من ربات البيوت الصينات الخيرات ، ورتب لهن امرأة عالمة دينة خيرة خبيرة بأبواب الوعظ ، حافظة لجانب جيد من الآيات الكريمة والأحاديث النبوية والآثار المروية والحكايات المأثورات عن الصالحين والصالحات لتعظهن وتذكرهن . ورتب بالخانقاه المذكورة قامَّةً تقمُّ ما يحصل به من الفضلات الملقاة بأرضه وتكنسه وتنظفه ، وتتعاهد بيت خلائه بالغسل في كل يوم ، وتقوم بفرش المكان المذكور وتنويره ، وإزالة شعثه وتغلق الأبواب عشية وتفتحها بكرة في كل يوم وليلة وتقدم الأمتعة لهن وتطوي الأزر وتنشرها لهن ، وتملأ أواني الشرب لهن وتضع المائدة لديهن عند الأكل وترفعها عند فراغهن من الأكل والشرب ، ورتب لهن امرأة تصلح لهن طعاماً في كل يوم مرتين بكرةً وعشياً ، وتغرف الطعام