إليهم في كل يوم ألف دينار وفرساً ومملوكاً وجارية وكلب صيد . وكان صاحب الروم يومئذ ابن علاء الدين كيقباذ ، وهو شاب لعاب ظالم قليل العقل ، يلعب بالكلاب والسباع ويسلطها على الناس ، فعضه بعد ذلك سَبُعٌ فمات ) . انتهى . فهذا يكذِّب كل ما رووه عن بركة ، ويدل على أنه نقمة وليس بركة ! بل يكفي أن تعرف أن هولاكو هلك سنة 662 وأن بركة برك ومات سنة 665 ، فكيف تأخر هولاكو سنتين ولم يَغْزُ بغداد حتى مات بركة ؟ ! ( سير الذهبي : 23 / 366 ) . كما أن حرب بركة مع هولاكو لم يكن من أسبابها أنه قتل صديقه الخليفة كما زعم الذهبي ( من أعظم الأسباب لوقوع الحرب بينه وبين هولاكو كونه قتل الخليفة ) ! بل سببها أن بركة خان لم تكفه غنائم غزوته لتركيا ، فطلب من هولاكو أن يعطيه سهماً من أموال البلاد التي غزاها وسلبها فلم يعطه ! قال ابن كثير : 13 / 272 : ( وفيها وقع الخلف بين هولاكو وبين السلطان بركه خان بن عمه ، وأرسل إليه بركه يطلب منه نصيباً مما فتحه من البلاد وأخذه من الأموال والأسرار ، على ما جرت به عادة ملوكهم ! فقتل رسله ، فاشتد غضب بركه ، وكاتب الظاهر ليتفقا على هولاكو ) . وهذه هي الحرب الثانية لبركة مع هولاكو ، أما الحرب الأولى فكانت قبل غزو هولاكو لبغداد ، وقد وقعت في سياق اختلاف أولاد جنكيز وأحفاده على مملكته ! فقد هلك جنكيز سنة 624 ( سير الذهبي : 23 / 158 ) وكان له ستة أولاد ، فرأى في ولده أوكتاي الكفاءة أكثر من إخوته فتشاور معهم وأوصى له بالملك . ( تاريخ الذهبي : 45 / 186 ) . وسبب حرب بركة مع هولاكو كما في نهاية الإرب / 6227 ، أن طوجي أوتوشي بن هولاكو غزا المنطقة الشمالية أو البلاد الشمالية بأمر أخيه منكوقاآن سنة 627 وحكمها إلى أن توفي سنة 641 ، وحكمها بعده ابنه باطوخان نحو عشر سنين إلى أن مات سنة 650 ، وكان له ثلاثة أولاد طغان وبركة وبركجار فنازعهم عمهم صرطق بن توشي وحكم سنة وشهرين ومات سنة 652 ولم يكن له أولاد . وكانت زوجة طغان واسمها براق شين تريد الحكم لابنها تدان منكوا ، لكن أعمام ولدها وقادة الجيش لم يقبلوا