وولوا عليهم بركة ، فكتبت براق إلى هولاكو تستغيثه وتطلب منه أن يحتل المنطقة ويحكمها ، ثم خرجت قاصدة هولاكو فلحقوا بها في الطريق وقتلوها ، وطمع هولاكو بأن يساعده أنصارها فغزا مملكة بركة وكانت بينهما حرب طاحنة ! هذا كل ما في الأمر ! لا إسلام فيه ولا من يسلمون ! قال ابن كثير : 13 / 277 : ( وفيها التقى بركه خان وهولاكو ومع كل واحد جيوش كثيرة ، فاقتتلوا فهزم الله هولاكو هزيمة فظيعة وقتل أكثر أصحابه وغرق أكثر من بقي ، وهرب هو في شرذمة يسيرة ولله الحمد . ولما نظر بركه خان كثرة القتلى قال : يعز عليَّ أن يقتل المغول بعضهم بعضاً ولكن كيف الحيلة فيمن غيَّر سنة جنكيز خان ) ؟ ! انتهى . لقد اعترف بركة بأن حربه من أجل سنة جنكيز خان التي تعطيه هو حق الحكم لأنه حفيد توشي خان فاتح المنطقة ، وأن هولاكو هو المعتدي الذي غيَّر سنة جده ! ثم أظهر بركة خان تأسفه على قتال المغول مع بعضهم ! ورووا أنه دفن جثث جيش هولاكو الذين تجمعوا على جليد النهر فانخسفوا ! ومن الغريب أنهم رووا أن بركة توجه بعد معركته مع هولاكو مباشرة لغزو بلاد المسلمين ، لكنهم أغمضوا عيونهم عن ذلك ، ومدحوا بركة وإيمانه ! قال العيني في عقد الجمان / 189 : ( وأما الحرب التي وقعت بين بركة خان وهلاون فكانت حرباً عظيمة انكسر فيها هلاون كسراً شنيعاً وقتل أكثر أصحابه وغرق أكثر من بقي ، وهرب هو في شرذمة قليلة من أصحابه . وبعد فراغ بركة خان من الحرب عاد على بلاد القسطنطينية وصانعه صاحبها ) . انتهى . ومعنى هذا أن بركة قام بحملتين على تركيا ، وقد روى ابن العبري / 223 أنه غزا تركيا سنة 640 ، أي قبل حملة هولاكو بخمس عشرة سنة ! قال : ( وفي سنة أربعين وستمائة سار السلطان غياث الدين كيخسرو ( السلجوقي ) إلى أرمينية في جمع كثيف وجهاز لم يتجهز أحد مثله في عساكره وعساكر اليونانيين والفرنج والكرج والأرمن