أهل السنة . . . وكلما مر بقبور المشايخ نبشها وأخرج عظامهم وأحرقها . . . وإذا قتل أميراً من الأمراء أباح زوجته وأمواله لشخص آخر . . . وسقط مرة منديلٌ من يده إلى البحر وكان في جبل شاهق مشرف على البحر المذكور ، فرمى نفسه خلف المنديل من عسكره فوق ألف نفس ، تحطموا وتكسروا وغرقوا . . . وكانوا يعتقدون فيه الألوهية . . . فلما وصلت إخباره ( أي الشاه إسماعيل ) إلى السلطان سليم خان ، تحركت فيه قوة العصبية ، وأقدم على نصر السنة الشريفة السنية ، وعد هذا القتال من أعظم الجهاد ، وقصد أن يمحو من العالم هذه الفتنة وهذا الفساد ، وينصر مذهب أهل السنة الحنيفية على مذهب أهل البدع والإلحاد ، ويأبى الله إلا ما أراد ، فتهيأ السلطان سليم بخيله ورجله وعساكره المنصورة ورحله ، وسار لقتاله وأقدم على جلاده وجداله . ثم تحدث النهروالي عن معركة جالديران وانتصار السلطان سليم ودخوله مدينة تبريز ، ثم رحيله عنها ، وقال : ( وأراد أن يقيم في تبريز للاستيلاء على إقليم العجم والتمكن من تلك البلاد على الوجه الأتم ، فما أمكنه ذلك لكثرة القحط واستيلاء الغلاء بحيث بيعت العليقة بمائتي درهم وبيع الرغيف الخبز بمائة درهم ، وسبب ذلك أن القوافل التي كان أعدها السلطان سليم لتتبعه بالمبرة والعليق والمؤن تخلفت عنه في محل الاحتياج إليها ، وما وجدوا في تبريز شيئاً من المأكولات والحبوب لأن الشاه إسماعيل عند انكساره أمر بإحراق أجران الحب والشعير وغير ذلك ، فاضطر السلطان سليم خان إلى العود من تبريز إلى بلاد الروم وتركها خاوية على عروشها . ثم تفحص عن سبب انقطاع القوافل عنه فأخبر أن سبب ذلك سلطان مصر قانصوه الغوري فإنه كان بينه وبين شاه إسماعيل محبة ومودة ومراسلات ، بحيث أن كان السلطان قانصوه الغوري يتهم بالرفض في عقيدته بسبب ذلك . فلما ظهر للسلطان سليم خان أن الغوري هو الذي أمر بقطع القوافل عنه صمم على قتل السلطان الغوري أولاً وبعد الاستيلاء عليه وعلى بلاده يتوجه إلى قتال شاه إسماعيل ثانياً ) . ( مستدركات أعيان الشيعة : 1 / 18 ) .