وانثال عليهم أشباههم من أهل الشر والفساد فكثر عددهم واشتدت شوكتهم وهابهم الناس ، وضربوا على مدينة بيهق فملكوها ثم ملكوا سواها من المدن ، واكتسبوا الأموال وجندوا الجنود وركبوا الخيل ، وتسمى مسعود بالسلطان ، وصار العبيد يفرون عن مواليهم إليه ، فكل عبد فر منهم يعطيه الفرس والمال ، وإن ظهرت له شجاعة أمره على جماعة ، فعظم جيشه واستفحل أمره ، وتمذهب جميعهم بمذهب الرفض وطمحوا إلى استئصال أهل السنة بخراسان ، وأن يجعلوها كلمة واحدة رافضية ، وكان بمشهد طوس شيخ من الرافضة يسمى بحسن وهو عندهم من الصلحاء فوافقهم على ذلك وسموه بالخليفة ! ( كذب للتهويل ) وأمرهم بالعدل فأظهروه حتى كانت الدراهم والدنانير تسقط في معسكرهم فلا يلتقطها أحد حتى يأتي ربها فيأخذها ( شهادة مهمة من عدو ) ، وغلبوا على نيسابور وبعث إليهم السلطان طغيتمور بالعساكر فهزموه ، ثم بعث إليهم نائبه أرغون شاه فهزموه وأسروه ومنوا عليه ، ثم غزاهم طغيتمور بنفسه في خمسين ألفاً من التتر فهزموه وملكوا البلاد ، وتغلبوا على سرخس والزواة وطوس وهي من أعظم بلاد خراسان ، وجعلوا خليفتهم بمشهد علي بن موسى الرضى ، وتغلبوا على مدينة الجام ونزلوا بخارجها ، وهم قاصدون مدينة هراة وبينها وبينهم مسيرة ست ! فلما بلغ ذلك الملك حسيناً جمع الأمراء والعساكر وأهل المدينة واستشارهم هل يقيمون حتى يأتي القوم أو يمضوا إليهم فيناجزونهم ؟ فوقع إجماعهم على الخروج إليهم وهم قبيلة واحدة يسمون الغورية ويقال إنهم منسوبون إلى غور الشام وأن أصلهم منه ، فتجهزوا أجمعين واجتمعوا من أطراف البلاد ، وهم ساكنون بالقرى وبصحراء مرديس وهي مسيرة أربع لا يزال عشبها أخضر ترعى منه ماشيتهم وخيلهم وأكثر شجرها الفستق ومنها يحمل إلى أرض العراق ، وعضدهم أهل مدينة سمنان ونفروا جميعاً إلى الرافضة وهم مائة وعسشون ألفاً ما بين رجالة وفرسان ، ويقودهم الملك حسين . واجتمعت الرافضة في مائة وخمسين ألفاً من الفرسان وكانت الملاقاة بصحراء