على نهر كركان من ثلاثة آلاف وسبعمائة رجل ، وقد أرسلوا مبعوثاً إلى طوغاي تيمور بطلبون موافقته على العمل بالشريعة لإنهاء الحرب وحقن الدماء ، فأجاب طوغاي : أنتم جماعة من القرويين تريدون التآمر علينا ، ووقع بينهم معركة سنة 742 ، انتصر فيها السربدارية وبسطوا سلطتهم على أنحاء خراسان . ثم حشد عليهم ملك هراة معز الدين حسين كرت وكان حليفاً وصديقاً لطوغاي تيمور خان المغولي فكانت معركته معهم في 13 صفر سنة 743 قرب مدينة زاوه ، وكان النصر حليف السربدارية حتى قتل الشيخ حسن الجوري فأخذهم الرعب وانهزموا ، وأسر ملك هرات كثيراً منهم . وقد روى ابن بطوطة المعاصر لتلك المعركة ما سمعه من المتعصبين أتباع ملك هرات ، فقال في رحلته : 1 / 425 : ( ومدينة هراة عظيمة كثيرة العمارة ، ولأهلها صلاحٌ وعفافٌ وديانةٌ ، وهم على مذهب الإمام أبي حنيفة ، وبلدهم طاهر من الفساد . وسلطان هراة هو السلطان المعظم حسين بن السلطان غياث الدين الغوري صاحب الشجاعة المأثورة والتأييد والشجاعة . ظهر له إنجاد الله تعالى وتأييده في موطنين اثنين ما يقضى منه العجب ! أحدهما عند ملاقاة جيشه للسلطان خليل الذي بغى عليه وكان منتهى أمره حصوله أسيراً في يديه . والموطن الثاني عند ملاقاته بنفسه لمسعود سلطان الرافضة وكان منتهى أمره تبديده وفراره وذهاب ملكه ، وولي السلطان حسين الملك بعد أخيه المعروف بالحافظ وولي بعد أبيه غياث الدين . كان بخراسان رجلان أحدهما يسمى بمسعود والآخر يسمى بمحمد وكان لهما خمسة من الأصحاب وهم من الفُتَّاك ويعرفون بالعراق بالشطار ( اللصوص ) ويعرفون بخراسان بسرا بداران ، ويعرفون بالعراق بالصقور فاتفق سبعتهم على الفساد وقطع الطرق وسلب الأموال ، وشاع خبرهم وسكنوا جبلاً منيعاً بمقربة من مدينة بيهق وتسمى أيضاً مدينة سيزار ( سبزوار ) ، فكانوا يكمنون بالنهار ويخرجون بالليل والعشاء فيضربون على القرى ويقطعون الطرق ويأخذون الأموال !