يردوا عنه تهمة أنه مذهب فارسي ، فتراهم يقررون أن التشيع عربي النشأة والموطن من المدينة المنورة إلى اليمن والكوفة والشام والعالم ، ويستشهدون بنماذج وبمفردات تعصب ضد الشيعة والتشيع من الإيرانيين ، وكل هذا صحيح لكن الخطأ فيما يوحي من كلامهم بأن إيران لم تعرف التشيع إلا متأخراً . ولا يتسع المجال لأن نسرد المفردات التي ترد ذلك ، لكنا نلخص شريط التشيع في إيران بأن سلمان الفارسي رحمه الله غرس بذرته المباركة عندما قام بدوره الواسع في فتح إيران ، ثم في حكمه لها سنين من المدائن عاصمة كسرى ، ومعه كبار الصحابة من شيعة علي رحمه الله كحذيفة وعمار والعشرات من شخصيات الشيعة وفرسانهم ممن شاركوا في فتح العراق وإيران وعملوا فيها ، وبلغوا الدين ، وعلموا القرآن ، وحدثوا الإيرانيين . ثم نصل إلى عهد أمير المؤمنين عليه السلام وأصحابه من الإيرانيين الذين كانوا يلتفون حول منبره في الكوفة حتى جاء الأشعث بن قيس وأراد أن يجلس قرب المنبر فلم يجد مكاناً فقال كما تقدم : ( يا أمير المؤمنين غلبتنا هذه الحَمْراء على قربك ، يعني العجم . . . الخ . ) . ثم نصل إلى أصحاب الأئمة من أهل البيت عليهم السلام فنجد كثرة من أصحابهم من مناطق إيران المختلفة ومدنها العديدة ، كما نجد العديد منهم من كابل وبلخ وبخارى وسمرقند والشيشان والكرج أي جورجيا ومدن آذربيجان وتركيا . من نماذج ذلك ما رواه الكشي : 2 / 866 : عن ( محمد بن جعفر بن إبراهيم الهمداني ، وكان إبراهيم وكيلاً ، وكان حج أربعين حجة ، قال : أدركت بنتٌ لمحمد بن إبراهيم بن محمد فوصف جمالها وكمالها ، وخطبها أجلة الناس فأبى أن يزوجها من أحد ، فأخرجها معه إلى الحج ، فحملها إلى أبي الحسن عليه السلام ووصف له هيأتها وجمالها وقال : إني إنما حبستها عليك تخدمك ، قال : قد قبلتها فاحملها معك إلى