وأرباب الأموال في جريدة ، واكتبوا لي أرباب الصناعات والحرف في نسخة أخرى واعرضوا ذلك علينا ففعلوا ما أمرهم ، فلما وقف على النسخ أمر أن يخرج أهل البلد منه بأهلهم فخرجوا كلهم ولم يبق فيه أحد ، فجلس على كرسي من ذهب وأمر أن يحضر أولئك الأجناد الذين قبض عليهم ، فأحضروا وضربت رقابهم صبراً والناس ينظرون إليهم ويبكون ! وأما العامة فإنهم قُسِّموا الرجال والنساء والأطفال فكان يوماً مشهوداً من كثرة الصراخ والبكاء والعويل ! وأخذوا أرباب الأموال فضربوهم وعذبوهم بأنواع العقوبات في طلب الأموال فربما مات أحدهم من شدة الضرب ، ولم يكن بقي له ما يفتدي به نفسه ! ثم إنهم أحرقوا البلد وأحرقوا تربة السلطان سنجر ونبشوا القبر طلباً للمال ، فبقوا كذلك ثلاثة أيام ، فلما كان اليوم الرابع أمر بقتل أهل البلد كافة وقال : هؤلاء عصوا علينا ، فقتلوهم أجمعين ! فكانوا نحو سبعمائة ألف قتيل ! ثم ساروا إلى نيسابور فحصروها خمسة أيام وبها جمع صالح من العسكر الإسلامي فلم يكن لهم بالتتر قوة فملكوا المدينة وأخرجوا أهلها إلى الصحراء فقتلوهم وسبوا حريمهم ، وعاقبوا من اتهموه بمال كما فعلوا بمرو ، وأقاموا خمسة عشر يوماً يخربون ويفتشون المنازل . . . وكانوا لما قتلوا أهل مرو قيل لهم إن قتلاهم سلم منهم كثير ونجوا إلى بلاد الإسلام فأمروا بأهل نيسابور أن تقطع رؤوسهم لئلا يسلم من القتل أحد ! فلما فرغوا من ذلك سيروا طائفة منهم إلى طوس ففعلوا بها كذلك أيضاً وخربوها وخربوا المشهد الذي فيه الإمام علي بن موسى الرضا والرشيد حتى جعلوا الجميع خراباً ) . وقال في : 12 / 394 ، عن فعلهم في خوارزم : ( حتى ملكوا البلد جميعه ، وقتلوا كل من فيه ونهبوا كل ما فيه ، ثم إنهم فتحوا السكر الذي يمنع ماء جيحون عن البلد فدخله الماء فغرق البلد جميعه وتهدمت الأبنية وبقي موضعه ماء ، ولم يسلم من أهله أحد البتة ، فإن غيره من البلاد قد كان يسلم بعض أهله منهم من يختفي ومنهم من يهرب ومنهم من يخرج ثم يَسلم ، ومنهم من يلقي نفسه بين القتلى فينجو وأما أهل خوارزم