فمن اختفى من التتر غرفه الماء أو قتله الهدم فأصبحت خرابا يباباً ) . وفي الكامل : 12 / 397 : ( فلما كان الغد عاد الكفار إلى غزنة وقد قويت نفوسهم بعبور المسلمين الماء إلى جهة الهند وبعدهم ، فلما وصلوا إليها ملكوها لوقتها لخلوها من العساكر والمحامي ! فقتلوا أهلها ونهبوا الأموال وسبوا الحريم ولم يبق أحد ، وخربوها وأحرقوها وفعلوا بسوادها كذلك نهبوا وقتلوا وأحرقوا ، فأصبحت تلك الأعمال جميعها خالية من الأنيس خاوية على عروشها ، كأن لم تغن بالأمس ! ومضى طائفة منهم على طريق الموصل فوصلوا إلى قرية تسمى المؤنسة وهي على مرحلة من نصيبين بينها وبين الموصل فنهبوها ، واحتمى أهلها وغيرهم بخان فيها فقتلوا كل من فيه ! وحكي لي عن رجل منهم أنه قال اختفيت منهم ببيت فيه تبن فلم يظفروا بي وكنت أراهم من نافذة في البيت ، فكانوا إذا أرادوا قتل إنسان فيقول لا بالله ، فيقتلونه ، فلما فرغوا من القرية ونهبوا ما فيها وسبوا الحريم رأيتهم وهم يلعبون على الخيل ويضحكون ، ويُغَنُّون بلغتهم بقول : لا بالله ) ! وفي الكامل : 12 / 501 : ( ولقد بلغني أن إنساناً منهم أخذ رجلاً ولم يكن مع التتري ما يقتله به فقال له : ضع رأسك على الأرض ولا تبرح ، فوضع رأسه على الأرض ومضى التتري وأحضر سيفاً فقتله به ! وحكى لي رجل قال : كنت أنا ومعي سبعة عشر رجلاً في طريق فجاءنا فارس من التتر وقال لنا حتى يكتف بعضنا بعضاً ، فشرع أصحابي يفعلون ما أمرهم فقلت لهم هذا واحد فلم لا نقتله ونهرب ؟ فقالوا : نخاف ! فقلت هذا يريد قتلكم الساعة فنحن نقتله فلعل الله يخلصنا ، فوالله ما جسر أحد يفعل ذلك فأخذت سكيناً وقتلته وهربنا فنجونا ! وأمثال هذا كثير ) . وفي سير الذهبي : 22 / 239 : ( وقال الموفق عبد اللطيف : قصدت فرقةٌ أذربيجان وأران والكرج ، وفرقةٌ همذان وأصبهان وخالطت حلوان قاصدة بغداد ، وماجوا في الدنيا بالإفساد ! إلى أن قال : وعبروا إلى أمم القفجاق واللان فغسلوهم بالسيف ، وخرج من رقيق الترك خلق حتى فاضوا على البلاد .