عنها تَشَكُّلُ دول جديدة ، بل كان أحياناً العامل الأول قبل العامل القومي والصراع على السلطة . ولهذا نجد أن العراقيين الذين يغلب عليهم التشيع لم يطرحوا أحداً منهم لقيادة البلد ، بل قبلوا بحكم المغول ورثة السلطان بو سعيد رغم صراعاتهم فحكم العراق عدة ملوك منهم لمدة طويلة زادت عن قرنين ! ومع أن العراق كان فيه أقلية سنية متعصبة ، والمفروض أن تمثل خط الخلافة ، وأشدهم حنابلة بغداد ، لكنهم لم يتحركوا ولم يتصدوا لقيادة للعراق ، ورضوا بحكم ذرية هولاكو الشيعة ، وكانوا يعملون للتأثير عليهم ، ويقيمون العلاقات المذهبية القوية مع سنة دمشق ومماليك مصر . وهذا يدل على ضعف الوجود السني في بغداد والعراق من جهة ، وعدم جاذبية طرح الخلافة من جهة أخرى ! ولذلك بقي العراق موحداً تحت حكم الملوك المغول الشيعة مع ولايات من إيران يغلب عليها التشيع كالأهواز وتبريز وهمدان وغيرها ، حتى نشأت الدولة الشيعية الصفوية في إيران فوحدتها بسهولة تحت سلطانها . 9 - نجح العثمانيون وهم مغول من أولاد عثمان جُق فوسعوا مملكتهم في ظل حكم المغول وغزوا الممالك المسيحية المجاورة للقسطنطينية وممالك في أوروبا الشرقية ، حتى صاروا عند موت بو سعيد ملوك دولة كبيرة قوية رغم صراعهم الدموي فيما بينهم ، وعزلوا حامية المغول التي كانت تتمركز في مدينة سيواس في الأناضول ، حتى جاء تيمور لنك فاحتل بلادهم وأسر ملكهم بايزيد بعد معركة طاحنة قرب أنقرة سنة 804 ، ومع ذلك استعادوا قوتهم بعده وأنهوا الوجود المغولي في بلادهم . 10 - احتاجت عملية تَشَكُّل الأمة بعد المغول واستيعاب موجتهم الثالثة إلى نحو قرن من الزمان ! نتج عنها ولادة الدولة العثمانية والصفوية . أما دولة