المماليك فقد شاء الله أن تبقى خارج حكم المغول حتى احتلها السلطان سليم العثماني سنة 923 . 11 - يسأل بعضهم : لماذا المماليك والمغول . . وأين العرب ؟ وجوابه أن العرب كانوا استنفذوا مخزونهم العسكري ، وهذا بعض التفصيل : قرأتُ أن أحدهم كان يمدح البابا أمام ملك أوروبي ، فسأله الملك : كم فرقة من الجيش يملك البابا ؟ ! وسمعت من معاصرين أنه عندما احتل الإنكليز العراق وهزموا الجيش العثماني ومعه مجاهدي القبائل الشيعية وعلماءهم ، واحتلوا بغداد ودخلوا النجف الأشرف ، قبضوا على مئات الناس وأعدموا فرسان الثورة الشعبية في النجف الذين يسمونهم كاظم صبي وجماعته رحمهم الله . ثم أخذ الضابط الإنكليزي يحاكم المعتقلين ، فأتوا له بالعالم الخطيب الزاهد الشيخ محمد علي الخراساني قدس سرّه فدخل الشيخ المحكمة وهو يحمل سبحته ويردد وِرْدَهُ اليومي : ( اللهم العن الإنكليز . . اللهم العن الإنكليز ) ولم يسلم على الضابط وجلس ! فسأل الضابط المترجم : ماذا يقرأ هذا الشيخ ؟ فأخبره ، فسأل : هل هو مرجع ؟ قالوا : لا ، هو خطيب واعظ . فسأل : هل عنده قبيلة أو مسلحون ؟ قالوا : لا . قال : أطلقوا سراحه لا شئ عليه . هاتان القصتان فيهما تبسيط لتأثير الشخصيات على المجتمعات ، لكنهما من جهة أخرى تركزان على أن العامل الحاسم في الصراعات السياسية عبر التاريخ هو القوة المسلحة ، فقد كان لها الكلمة الفصل في صناعة الأحداث ، وكان تأثير كل أمة وشعب بقدر ما يملك من قوة قتالية . لذا كان من الضروري فهم منابع القوة العسكرية ومقوماتها ، من العدد الكافي وطاعة الجنود ، والشجاعة والمهارة القتالية ، والتمويل . . الخ .