وأنزل في بيت جمال الدين الأستادار بين القصرين ، وزُيِّنَت البلد لذلك زينةً عامة في جميع الحارات ، وبالغوا في ذلك أعظم من زينة المحمل ( زينة إرسال الكسوة إلى الكعبة الشريفة ) ، ثم أحضر الرسول يوم الاثنين وقرئ الكتاب الواصل صحبته بالقصر الكبير بمحضر من الأمراء والقضاة والمباشرين ، ومحصله الجواب عن الكتاب الواصل إليه والسرور به وقبول الهدية ، وتجهيز هدية صحبة الرسول المذكور ، وعرضت في القصر على رؤوس أربعين من الحمالين في الأقفاص . ثم أمرهم السلطان بعد ذلك برفع الزينة بعد أن كان أشيع أنها تقيم شهراً وأكثر ، والسبب في رفعها ما اشتهر من المفاسد التي تقع في الحوانيت وغيرها في الليل ) . انتهى . وكانت أصعب معركة خاضها شاه رخ ، مع حاكم تبريز التركماني قرا يوسف زعيم قبيلة قرا قوينلو ، فقد خاض معه ثلاثة حروب ( أعيان الشيعة : 7 / 328 ) ، حتى مات قرا يوسف سنة 841 ، فورثه ابنه إسكندر ، وحاربه شاه رخ حتى قتله واستباح تبريز . قال ابن تغري في النجوم الزاهرة : 14 / 334 : ( وفي هذه السنة ( 832 ) كان خراب مدينة تبريز وسبب ذلك أن صاحبها إسكندر بن قرا يوسف بن قرا محمد بن بيرم خجا التركماني زحف على مدينة السلطانية وقتل متملكها من جهة القان شاه رُخّ بن تيمور لنك في عدة من أعيان المدينة ونهب السلطانية وأفسد بها غاية الإفساد ، فسار إليه شاه رُخّ في جموع كثيرة فخرج إسكندر من تبريز وجمع لحربه ولقيه ، وقد نزل خارج تبريز فانتدب لمحاربة إسكندر المذكور الأمير عثمان بن طر على المدعو قرايلك صاحب آمد وقد أمده شاه رُخّ بعسكر كثيف وقاتله خارج تبريز في يوم الجمعة سادس عشر ذي الحجة قتالاً شديداً ، قتل فيه كثير من الفئتين إلى أن كانت الكسرة على إسكندر وجماعته وانهزم وهم في أثره يطلبونه ثلاثة أيام ففاتهم إسكندر ، فنهبت الجغتاي ( المغول ) عامة بلاد أذربيجان وكرسي أذربيجان تبريز ، وقتلوا وسبوا وأسروا وفعلوا أفاعيل أصحابهم من أعوان تيمور ، حتى لم يدعوا بها ما تراه