وكاتب الأشرف بن عثمان أن يكون عوناً على شاه رُخّ ، وجهز المراسيم إلى بلاد الشام بتجهيز الإقامات وكتب إلى جميع المدن الكبار بتجهز العساكر ، واستخدام جند من كل بلد ! فالله يختم بخير ) . انتهى . وهذا يكشف أن طلب شاه رخ أن يسمح له بكسوة الكعبة ، والذي أطال فيه الرواة حتى جعلوه قصة وكتب بعضهم حوله بحثاً ، إنما كان مدخلاً أو رمزاً لقبول سلطان مصر خلعته وتاجه ، وإعلانه سلطاناً على عموم العالم الإسلامي ، ففي تلك السنة قبل أربعة أشهر بعث شاه رخ إلى الحاكم العثماني لتركيا وعدد من رؤساء القبائل بخلع فلبسوها كلهم كنواب عنه ، خوفاً منه ! قال ابن تغري في النجوم الزاهرة : 15 / 63 : ( ثم في صفر من سنة تسع وثلاثين وثمانمائة ورد الخبر على السلطان أن شاه رخ ابن تيمورلنك أرسل إلى السلطان مراد بك بن عثمان متملك الروم ، وإلى الأمير صارم الدين إبراهيم بن قرمان المقدم ذكره وإلى قرايلك وأولاده وإلى ناصر الدين بك بن دلغادر ، بخلع على أنهم نوابه في ممالكهم فلبس الجميع خلعه فشق ذلك على السلطان من كون ابن عثمان لبس خلعته ) . انتهى . وقد توترت العلاقة بين سلطان مصر وشاه رخ ، حتى شاع في تلك السنة ( في أواخر شهر ربيع الآخر ( سنة 839 ) شاع أن شاه رُخّ قاصد البلاد الشامية ، فنودي في أجناد الحلقة بالعرض فعرضوا عند الدويدار الكبير ، وحصل لهم مشقات كبيرة خصوصاً لصعاليكهم ، واستمر التشديد عليهم ) . ( إنباء الغمر / 1062 ) . ولكن شاه رخ كان أضعف من أبيه والحمد لله ، فهو يرعد ولا يمطر ! فلم تسجل له أي حرب خارج إيران ، وقد استطاع سلطان مصر الجديد جقمق ومَن بعده أن يستوعبوا طموحاته الخيالية باللين السياسي واحترام مبعوثيه ! قال ابن حجر في إنباء الغمر / 1154 : ( وفي يوم السبت سادس عشرين ( ربيع الثاني 843 ) وصل رسول ملك الشرق شاه رُخّ ابن اللنك ، وكان الخبر بوصوله وصل قبل ذلك ،