responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 306


غاية الاجتهاد في أخذ دمشق وفي عمل الحيلة في ذلك ، ثم أعلم بما الأمراء فيه فقوي أمره واجتهاده بعد أن كان عزم على الرحيل واستعد لذلك !
ثم أشيع بدمشق أن الأمراء الذين اختفوا توجهوا جميعاً إلى مصر ليسلطنوا الشيخ لاجين الجركسي أحد الأجناد البرانية ، فعظم ذلك على مدبري المملكة لعدم رأيهم وكان ذلك عندهم أهم من أمر تيمور ! واتفقوا فيما بينهم على أخذ السلطان الملك الناصر جريدة وعوده إلى الديار المصرية في الليل ! ولم يعلموا بذلك إلا جماعة يسيرة ولم يكن أمر لاجين يستحق ذلك ، بل كان تمراز نائب الغيبة بمصر يكفي السلطان أمرهم ، ولكن ليقضي الله أمراً كان مفعولاً !
فلما كان آخر ليلة الجمعة حادي عشرين جمادى الأولى ركب الأمراء وأخذوا السلطان الملك الناصر فرج على حين غفلة ، وساروا به من غير أن يعلم العسكر به من على عقبة دمر يريدون الديار المصرية ، وتركوا العساكر والرعية من المسلمين غنماً بلا راع ! وجدُّوا في السير ليلاً ونهاراً حتى وصلوا إلى مدينة صفد ، فاستدعوا نائبها الأمير تمربغا المنجكي وأخذوه معهم ، وتلاحق بهم كثير من أرباب الدولة وأمرائها وسار الجميع حتى أدركوا الأمراء الذين ساروا إلى مصر عليهم من الله ما يستحقوه بمدينة غزة ، فكلموهم فيما فعلوه فاعتذروا بعذر غير مقبول في الدنيا والآخرة ! فندم عند ذلك الأمراء على الخروج من دمشق حيث لا ينفع الندم ، وقد تركوا دمشق أكلة لتيمور ، وكانت يوم ذاك أحسن مدن الدنيا وأعمرها !
وأما بقية أمراء مصر وأعيانها من القضاة وغيرهم لما علموا بخروج السلطان من دمشق خرجوا في الحال في إثره طوائف طوائف ، يريدون اللحاق بالسلطان ، فأخذ غالبهم العشير ( العشائر في الطريق ) وسلبوهم وقتلوا منهم خلقاً كثيراً ! أخبرني غير واحد من أعيان المماليك الظاهرية قالوا لما بلغنا خروج السلطان ركبنا في الحال غير أنه لم يعقنا عن اللحاق به إلا كثرة السلاح الملقى على الأرض بالطريق مما رمتها المماليك السلطانية ، ليخفَّ ذلك عن خيولهم ، فمن كان فرسه ناهضاً خرج ، وإلا لحقه

306

نام کتاب : كيف رد الشيعة غزو المغول نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 306
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست