السلطان ! وكان ذلك من مكايد تيمور ! ثم قال : وإن صاحب قبرص وصاحب الماغوصة وغيرهم وردت كتبهم بانتظار الإذن لهم في تجهيز المراكب في البحر لقتال تيمور معاونة للسلطان ، فلم يلتفت أحد لهذا الكتاب وداموا على ما هم فيه من اختلاف الكلمة . ثم في يوم السبت نزل تيمور بعساكره على قطنا فملأت عساكره الأرض كثرة وركب طائفة منهم لكشف الخبر فوجدوا السلطان والأمراء قد تهيئوا للقتال وصفت العساكر السلطانية فبرز إليهم التمرية وصدموهم صدمة هائلة وثبت كل من العسكرين ساعة فكانت بينهم وقعة انكسر فيها ميسرة السلطان وانهزم العسكر الغزاوي وغيرهم إلى ناحية حوران ، وجرح جماعة ! وحمل تيمور بنفسه حملة شديدة ليأخذ فيها دمشق فدفعته ميمنة السلطان بأسنان الرماح حتى أعادوه إلى موقفه ، ونزل كل من العسكرين بمعسكره وبعث تيمور إلى السلطان في طلب الصلح وإرسال أطلمش أحد أصحابه إليه وأنه هو أيضاً يبعث من عنده من الأمراء المقبوض عليهم في وقعة حلب ، فأشار الوالد ودمرداش وقطلوبغا الكركي في قبول ذلك لما يعرفوا من اختلاف كلمتهم لا لضعف عسكرهم ، فلم يقبلوا وأبوا إلا القتال ، ثم أرسل تيمور رسولاً آخر في طلب الصلح وكرر القول ثانياً وظهر للأمراء ولجميع العساكر صدق مقالته وأن ذلك على حقيقته ، فأبى الأمراء ذلك ، هذا والقتال مستمر بين الفريقين في كل يوم . فلما كان ثاني عشر جمادى الآخرة اختفى من أمراء مصر والمماليك السلطانية جماعة ! منهم الأمير سودون الطيار ، وقاني باي العلائي رأس نوبة ، وجمق ، ومن الخاصكية يشبك العثماني ، وقمش الحافظي ، وبرسبغا الدوادار ، وطرباي في جماعة أخر ! فوقع الاختلاف عند ذلك بين الأمراء وعادوا إلى ما كانوا عليه من التشاحن في الوظائف والإقطاعات ، والتحكم في الدولة وتركوا أمر تيمور كأنه لم يكن ، وأخذوا في الكلام فيما بينهم بسبب من اختفى من الأمراء وغيرهم ! هذا وتيمور في