سبباً لقتلهم أو تعذيبهم ! فقال القاضي شرف الدين موسى الأنصاري الشافعي عني : هذا شيخنا ومدرس هذه البلاد ومفتيها سلوه وبالله المستعان ، فقال لي عبد الجبار : سلطاننا يقول إنه بالأمس قتل منا ومنكم ؟ فمن الشهيد قتيلنا أم قتيلكم ؟ فوجم الجميع وقلنا في أنفسنا هذا الذي بلغنا عنه من التعنت ، وسكت القوم ففتح الله عليَّ بجواب سريع بديع وقلت : هذا سؤال سئل عنه سيدنا رسول الله ( ص ) وأجاب عنه وأنا مجيب بما أجاب به سيدنا رسول الله . قال لي صاحبي القاضي شرف الدين موسى الأنصاري بعد أن انقضت الحادثة : والله العظيم لما قلت هذا السؤال سئل عنه رسول الله وأجاب عنه وأنا محدث زماني ! قلت : هذا عالمنا قد اختل عقله وهو معذور ، فإن هذا السؤال لا يمكن الجواب عنه في هذا المقام ، ووقع في نفس عبد الجبار مثل ذلك ، وألقى تمرلنك إليَّ سمعه وبصره وقال لعبد الجبار يسخر من كلامي : كيف سئل رسول الله عن هذا وكيف أجاب ؟ قلت : جاء أعرابي إلى رسول الله وقال يا رسول الله إن الرجل يقاتل حميةً ويقاتل شجاعةً ويقاتل ليرى مكانه ، فأينا في سبيل الله ؟ فقال رسول الله ( ص ) : من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو الشهيد ، فقال تمرلنك خوب خوب . وقال عبد الجبار : ما أحسن ما قلت ! وانفتح باب المؤانسة وقال إني رجل نصف آدمي وقد أخذت بلاد كذا وكذا وعدد سائر ممالك العجم والعراق والهند وسائر بلاد التتار ، فقلت : اجعل شكر هذه النعمة عفوك عن هذه الأمة ولا تقتل أحداً ، فقال : والله إني لا أقتل أحداً قصداً وإنما أنتم قتلتم أنفسكم في الأبواب ، والله لا أقتل أحد منكم وأنتم آمنون على أنفسكم وأموالكم ! وتكررت الأسئلة منه والأجوبة منا ، فطمع كل من الفقهاء الحاضرين وجعل يبادر إلى الجواب ويظن أنه في المدرسة والقاضي شرف الدين ينهاهم ، ويقول لهم : بالله أسكتوا ليجاوب هذا الرجل فإنه يعرف ما يقول ، وكان آخر ما سأل عنه : ما تقولون في علي ومعاوية ويزيد ؟ فأشرت إلى القاضي شرف الدين وكان إلى جانبي أن اعرف كيف تجاوبه فإنه شيعي ! فلم أفرغ من سماع كلامه إلا وقد قال القاضي علم