معنى الجواني . فقال لي : وأين مكان طنجة من مُلك المغرب ؟ فقلت في الزاوية التي بين البحر المحيط والخليج المسمى بالزقاق ومنها التعدية إلى الأندلس لقرب مسافته لأن هناك نحو العشرين ميلاً ، فقال : وسلجماسة ؟ فقلت : في الحد ما بين الأرياف والرمال من جهة الجنوب ، فقال : لا يقنعني هذا وأحب أن تكتب لي بلاد المغرب كلها أقاصيها وأدانيها وجبالها وأنهارها وقراها وأمصارها ، فقلت يحصل ذلك بسعادتك . فكتبت له بعد انصرافي من المجلس ما طلب ، أقمت في كسر البيت وكتبته في أيام قليلة وأوعبت الغرض في مختصر وجيز يكون في اثنتي عشرة كراسة ودفعته إليه فأخذه من يدي وأمر موقعه بترجمته إلى اللسان المغلي ، وهذا يدل على عقله وبعد نظره ، وأنه ربما كان يخطر بباله فتح إفريقية كما فتح آسيا ) ! وفي أبجد العلوم : 2 / 140 : ( فقال له يوماً : لي تاريخ كبير جمعت فيه الوقائع بأسرها فخلفته بمصر وسيظفر به المجنون يشير إلى برقوق ! فقال له : هل يمكن تلافي هذا الأمر واستخلاص الكتاب ؟ فاستأذنه في أن يعود إلى مصر ليجئ به فأذن له ) . وقد روت مصادر أتباع الخلافة ما ينص على تشيع تيمور ، من ذلك : ما رواه ( الإمام ) أحمد بن محمد الحنفي الدمشقي المعروف بابن عربشاه عجائب المقدور في إخبار تيمور / 93 ، ونحوه في سمت النجوم / 1322 : ( وفي يوم رابع عشر شهر ربيع الأول أخذ القلعة ( قلعة حلب ) بالأمان والأيمان التي ليس معها إيمان ، وفي ثاني يوم صعد إليها ، وآخر نهار طلب علماءها وقضاتها فحضرنا إليه فأوقفنا ساعة ثم أمر بجلوسنا ، وطلب من معه من أهل العلم فقال لأمير عنده ، وهو المولى عبد الجبار بن العلامة نعمان الدين الحنفي والده من العلماء المشهورين بسمرقند : قل لهم إني سائلهم عن مسألة سألت عنها علماء سمرقند وبخارى وهراة وسائر البلاد التي افتتحتها فلم يفصحوا عن جواب ، فلا تكونوا مثلهم ولا يجاوبني إلا أعلمكم وأفضلكم ، وليعرف ما يتكلم فإني خالطت العلماء ولي بهم اختصاص وألفة ، ولي في العلم طلب قديم ، وكان يبلغنا عنه أنه يتعنت العلماء في الأسئلة ، ويجعل ذلك