يديه دمشق خواجة بن الأمير جوبان المتغلب على أبي سعيد ، وعن يمينه وشماله شباران ، فيهما أهل الطرب والغناء ، ورأيت من مكارمه في ذلك اليوم أنه تعرض له جماعة من العميان فشكوا ضعف حالهم ، فأمر لكل واحد منهم بكسوة وغلام يقوده ونفقته تجري عليه . ثم ذكر ابن بطوطة سيطرة جوبان على البلاط ، وكيف ثار عليه بو سعيد وقتله وقتل أولاده حتى الذي هرب إلى مصر وعشق ابنته خاتون وانتزعها من زوجها ! ثم قال : ( وغلبت هذه الخاتون على أبي سعيد وفضَّلها على سواها ، وأقامت على هذه مدة أيام ، ثم تزوج امرأة تسمى بدلشاد فأحبها حباً شديداً وهجر بغداد خاتون فغارت لذلك وسمته في منديل مسحته به بعد الجماع فمات ، وانقرض عقبه ، وغلبت أمراؤه على الجهات كما سنذكره . ولما عرف الأمراء أن بغداد خاتون هي التي سمته أجمعوا على قتلها ، ودبر لذلك الفتى الرومي خواجة لؤلؤ وهو من كبار الأمراء وقدمائهم ، فأتاها وهي في الحمام فضربها بدبوسه وقتلها وطرحت هنالك أياماً مستورة العورة بقطعة تليس ، واستقل الشيخ حسن بملك عراق العرب وتزوج دلشاد امرأة السلطان أبي سعيد ، كمثل ما كان أبو سعيد فعله من تزوج امرأته ! ومن المتغلبين على الملك بعد موت السلطان أبي سعيد الشيخ حسن بن عمته الذي ذكرناه آنفاً تغلَّب على عراق العرب جميعاً . ومنهم إبراهيم شاه ابن الأمير سنيته تغلب على الموصل وديار بكر . ومنهم الأمير أرتنا تغلب على بلاد التركمان المعروفة أيضاً ببلاد الروم . ومنهم حسن خواجة بن الدمر طاش بن الجوبان تغلب على تبريز والسلطانية وهمدان وقم وقاشان والري ورأمين وفرغان والكرج . ومنهم الأمير طغيتمور تغلب على بعض بلاد خراسان . ومنهم الأمير حسن بن الأمير غياث الدين تغلب على هراة ومعظم بلاد خراسان .