جنكيز العائلة المالكة الوحيدة التي يطيعها المغول ! فبادر وزيره محمد بن رشيد الدين إلى اختيار شخص من أولاد جنكيز ، ولم يكن اختياره موفقاً ! قال ابن حجر في الدرر الكامنة : 1 / 413 : ( أربكوون ويقال أرخان المغلي من ذرية جنكزخان ، كان أبوه قتل فنشأ هذا جندياً في غمار الناس ، فلما مات أبو سعيد نهض الوزير محمد بن رشيد الدولة فقال هذا الرجل من عظماء ألقان فبايعه العسكر وولي السلطنة بعد القان بو سعيد ، فظلم وعسف وقتل الخاتون بغداد بنت جوبان زوج بو سعيد ، وكان علي باشاه بالجزيرة فلم يدخل في الطاعة ، وأخذ بغداد وأحضر موسى بن علي بن بايدو بن أبغا بن هلاكو وسلطنه ، وعمل بين الفريقين مصاف فاستظهر ابن علي بابه ( السلطان الجديد ) وقتل الوزير ( بن رشيد الدين ) صبراً في ثامن رمضان وقتل أربكون في شوال صبراً أيضاً ، وذلك في سنة 736 وكانت مدة سلطنته شهيرات خمسة أو ستة ، واستقر موسى الذي سلطنوه نحو ثلاثة أشهر ) . انتهى . أقول : هذه صورة للوضع في بغداد ، ولم يكن غيرها من ولايات العراق وإيران وتركيا وما وراء النهر والقوقاز أفضل منها ! فقد أذن الله تعالى بانهيار المغول ، الذين كانوا أكبر قوة عسكرية مقاتلة ، لكنها بقيت بلا ملك يرث قيادتها من آل هولاكو أو جنكيز فاضطربت وانقسمت ! وقد شاهد ابن بطوطة السلطان بو سعيد في فترة الشتاء أو الربيع التي كان يمضيها في بغداد وكتب شهادته عنه وعما جرى بعده ، قال في رحلته : 1 / 245 : ( ولما مات ولي الملك ولده أبو سعيد بهادرخان ، وكان ملكاً فاضلاً كريماً ملك وهو صغير السن ، ورأيته ببغداد وهو شامل أجمل خلق الله صورة ، لا نبات بعارضه ، ووزيره إذاك الأمير غياث الدين محمد بن خواجة رشيد ، وكان أبوه من مهاجرة اليهود واستوزره السلطان محمد خذابنده والد أبي سعيد رأيته يوماً بحرَّاقة في الدجلة وتسمى عندهم السيارة وهي شبه سلورة ، وبين