وبعث برأسيهما إلى السلطان أبي سعيد ) ! ( ابن بطوطة : 1 / 247 ) . هروب الدمرداش بن جوبان إلى مصر ! قال ابن خلدون : 5 / 435 : ( ولما بلغ الخبر بمقتله إلى ابنه دمرداش في أمارته ببلاد الروم ، خشي على نفسه فهرب إلى مصر وترك مولاه أرتق مقيماً لأمر البلد وأنزله بسيواس ، ولما وصل إلى دمشق ركب النائب لتلقيه وسار معه إلى مصر فأقبل عليه السلطان وأحله محل الكرامة ، وكان معه سبعة من الأمراء ، ومن العسكر نحو ألف فارس فأكرمهم السلطان وأجرى عليهم الأرزاق وأقاموا عنده ، وجاءت على أثره رسل السلطان أبي سعيد وطالبه بذمة الصلح الذي عقده مع الملك الناصر ، وأوضحوا لعلم السلطان من فساد طويته وطوية أبيه جوبان وسعيهم في الأرض بالفساد ، ما أوجب إعطاءه باليد ، وشرط السلطان عليهم إمضاء حكم الله تعالى في قراسنقر نائب حلب الذي كان فرَّ سنة ثنتي عشرة مع أقوش الأفرم إلى خربندا . . . فلما شرط عليهم السلطان قتله كما قتل دمرداش أمضوا فيه حكم الله تعالى وقتلوه جزاء بماكان عليه من الفساد في الأرض ) ! انتهى . أقول : كانت سوريا تابعة لسلاطين مصر المماليك ، وقد غضب سلطانهم في سنة 712 على حاكم حلب قراسنقر وهو قائد مملوكي ، فهرب إلى سلطان المغول خدابنده ، فجعله حاكم همدان ولم يسلمه إلى سلطان مصر ، ولما هرب دمرداش من بو سعيد إلى مصر سنة 728 ، أرسل إليه بو سعيد يطالبه بتطبيق معاهدة الصلح وأن يقتله ويبعث إليه رأسه ، فطلب سلطان مصر مقايضته بقرا سنقر ! فدمرداش وقراسنقر ، إن اتفق السلطانان صار مفسدين في الأرض يجب قتلهما وتبادل رأسيهما ، وإن اختلف السلطانان فهما أميران محترمان وحاكمان عادلان لمنطقتين من بلاد المسلمين ، يأتمُّ المسلمون بهما